عنوان الفتوى : معنى حديث:".....فإن الشيطان لا يحل سقاء......"
1-هل الشيطان قادر على تحريك الأشياء من مكانهاإذا كان نعم، فكيف نفسرالحديث الذي يوسوس فيه الشيطان للفأرة كي تقلب السراج فيحترق البيت؟ ولماذا لا يقوم الشيطان بهذا العمل لوحده؟أريد إجابة مفصلة وأرجو منكم شرح التكيبة المرفولوجية للجن وشكرا لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج. فإن الشيطان لا يحل سقاءً، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناءً. فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، ويذكر اسم الله فليفعل. فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم" وفي لفظ: "فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت" وقد تكلم العلماء في شرح هذا الحديث وأمثاله، وقالوا إن الشيطان لا يستطيع حل السقاء، ولا فتح الباب المغلق، ولا كشف الإناء، بشرط أن يذكر اسم الله على ذلك، أما إذا لم يذكر اسم الله فلا. قال المباركفوري: (ولا يكشف آنية) أي بشرط التسمية عند الأفعال جميعها. وكذا في عون المعبود.
وإذا كان الشيطان غير قادر على حل السقاء وغيره، إذا ذكر اسم الله عليه، فهو غير قادر على إشعال النار بنفسه، ولذلك يلجأ إلى الفأرة لفعل ذلك. روى أبو داود والحاكم وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (جاءت فأرة تجر الفتيلة، فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعداً عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال: "إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم"
ولعل من المفيد ذكر كلام الإمام النووي حول الحديث الذي ذكرناه في مقدمة الجواب، قال النووي رحمه الله: (هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسباباً للسلامة من إيذائه، فلا يقدر على كشف إناء، ولا حل سقاء، ولا فتح باب، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب، وهذا كما جاء في الحديث الصحيح: "إن العبد إذا سمى عند دخول بيته قال الشيطان: لا مبيت" أي لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء. وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله: "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا" كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة. وفي هذا لحديث: الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع، ويلحق بها ما في معناها… إلخ) صحيح مسلم بشرح النووي كتاب الأشربة.
وأما السؤال عن تركيبة الجن.. إلخ. فليس عندنا ما يساعد في الجواب عليه.
والله أعلم.