عنوان الفتوى : الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون
1-هل يدخل بعض المؤمنين الجنة بعد وفاتهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت أن بعض المؤمنين وهم الشهداء أحياء ينعمون في الجنة بعد وفاتهم.
جاء ذلك في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فمن الكتاب قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)[آل عمران:169]
ومن السنة ما ثبت في صحيح مسلم عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن معنى هذه الآية (يعني الآية المتقدمة) فقال: أما إنا سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ فقالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
قال القرطبي: ولا يتعجل الأكل والنعيم لأحد إلا للشهيد في سبيل الله بإجماع من الأمة، حكاه ابن العربي.
وأما غير الشهيد فإنما يعرض عليه مقعده في الجنة؛ إن كان من أهلها، حتى يبعث يوم القيامة.
ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة.
والله أعلم.