عنوان الفتوى: حكم منع الموظفين من الاستماع للقرآن أثناء العمل
أعمل كبائع بشركة تجارية لها عدة محلات، طبعاً يوجد وقت فراغ، خلال ساعات وجودي بالمحل مثل وقت الظهيرة بعض الزملاء في المحلات الأخرى يقومون بالاستماع للقرآن من خلال جهاز الكمبيوتر بصوت مرتفع أو قراءة القرآن خلال ساعات العمل -للأسف- دخل مدير عام الشركة على أحد الفروع فوجد صوت القرآن مرتفعا فأصدر تعميما ينص بعدم قراءة القرآن نهائياً خلال ساعات العمل، والاستماع للقرآن بصوت منخفض جداً، وكانت حجته بأن قراءة القرآن تلهي البائع عن القيام بعمله، والصوت المرتفع للقرآن مصدر إزعاج لبعض الزبائن، مع العلم أن أكثر الزبائن تشكرني للاستماع للقرآن. حيث إنه من القليل جداً أو النادر أن تدخل محلا من المحلات التجارية وتجد قرآناً مسموعاً لا تسمع إلا الأغاني وبصوت مرتفع جداً!!! حاولت الاعتراض وناقشت المسؤول- للأسف- قال بأنهم استفتوا أحد العلماء وقال لهم لكم الحق بمنع الموظفين بعدم القراءة أو الاستماع للقرآن خلال ساعات العمل فهل هذا صحيح؟ إن ما تقومون به من عمل لا يقدر بأي كلمة تقال جعل الله عملكم في ميزان حسناتكم وأثابكم الجنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق الكلام عن مسألة حكم الإنصات لتلاوة القرآن، وحكم العمل أثناء الاستماع إلى القرآن، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11269، 14575، 22205، 30521.
ويحق للمسؤول عن العمل منع الموظف لديه من أداء أي شيء لا يتعلق بعمله حتى ولو كان ذلك قراءة القرآن أو الاستماع إليه، فالموظف أجير خاص لدى من يعمل لديهم، ووقته أثناء العمل ملك لهم في حدود المعروف وبما لا يتعارض مع الشرع، فإذا منعوه من فعل شيء لا يجب عليه فعله فلا يجوز له مخالفتهم في ذلك، وهذا من تمام الوفاء بالعقود كما أمر الله بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ. {المائدة: 1}. وقال صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ. رواه أبوداود وقال الألباني: حسن صحيح.
إلا أنه إن كان الاستماع أو القراءة للقرآن لا تضيع مصلحة العمل، أو تشغل عنه، ولم يترتب على القراءة عدم احترام للقرآن، فلا ينبغي منع الموظف من ذلك، بل ينبغي إعانته على ذلك.
والله أعلم.