عنوان الفتوى : عدل الأم بين أولادها في العطية والأمور المعنوية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم الشرع في التعامل مع أم ظالمة وكاذبة في التعامل مع ولد من أولادها، أما مع بقيه الأولاد فهي حنونة في غاية الحنان واللطف والكرم. هل يجوز أن تمنع عن ولد من أولادها الملبس الواقي من البرد، وتنفق على الآخرين بغير حساب؟ هل يجوز أن ترفض شراء نظارة لولدها حيث كان محتاجا لها ولا يستطيع الرؤية بغيرها؟ المشكلة أن الولد الآخر عندما احتاج لنظارة حصل عليها من أفضل الأنواع. هل يجوز أن تسخر ولدا من أولادها لخدمه الآخرين؟ المشكلة أن الآخرين ميسورو الحال ماديا. هل يجوز أيضا أن تأخذ نصيب هذا الولد من التركة بعد وفاة أبيه لتعطيه لإخوته الآخرين غير المحتاجين.؟ أفيدونا أفادكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الأم تظل أماً أساءت إلى ولدها أو أحسنت إليه، فيجب أن يعرف لها مكانتها بأن يبرها ويحسن إليها اعترافا بحقها عليه، وطاعة لله تعالى الذي أمره بهذا البر والإحسان، وراجع الفتوى رقم: 43958. 

 وكما أن الأم تحب أن يكون أولادها لها في البر سواءا  فينبغي لها أن تحرص على العدل بينهم بما في ذلك العدل بينهم في الأمور المعنوية كالعطف والشفقة ونحو ذلك، ويجب عليها أن تعدل بينهم في العطية، وأن لا تفرق بينهم في العطية لغير معنى، ولا يجوز لها أيضا أن تلزم ولدها بخدمة إخوانه الآخرين.

 وليس من حقها أيضا أن تأخذ نصيب ولدها من الميراث لتعطيه لإخوانه الآخرين ولو كانوا محتاجين، ما لم يكن ذلك عن طيب نفس من ولدها هذا.

 فقد روى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه.

  ونحب أن نختم هذه الفتوى بكلام نهمس به في أذن الولد وهو أنه قد يتخيل أحيانا أن هنالك نوعا من الظلم واقعا عليه من قبل الأم وفي الحقيقة لا يعدو الأمر أن يكون مجرد توهمات  ليس لها حقيقة في الواقع، والغالب في الأم الشفقة على ولدها فلا تتهم الأم عادة في ولدها.

 وعلى فرض أن هنالك ظلما قد وقع عليه منها فينبغي أن يلتمس السبب الذي يدعو أمه إلى أن تعامله بمثل هذا النوع من المعاملة، فربما أنه كان قد فعل شيئا أساءت فهمه، أو يكون قد أسأ إليها يوما فغضبت عليه فعاملته كذلك.

 ونحسب أن كسب ود الأم من الأمور الهينة، فننصحه  بأن يستعين بالله ويجتهد في محاولة تحصيل ذلك، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

والله أعلم.