عنوان الفتوى: دراسة وتدريس الفلسفة.. رؤية شرعية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

طالب تونسي أدرس في السنة الثالثة من التعليم العالي، اختصاص فلسفة : هل يجوز لي دراسة الفلسفة مع العلم أنّه لم يعد يفصلني عن الحصول على الشهادة سوى موفى السنة الدراسية الحالية والسنة المقبلة، وهل بإمكاني تدريس الفلسفة واتّخاذها كمهنة؟ وهل يجوز لي توظيف الشهادة في مجال آخر؟ مع العلم، أنه يقع الاستهزاء بالدين من قبل بعض الأساتذة إلا أنني في بعض الأحيان أردّ عليهم، كما يمكن الإشارة إلى أنّه أثناء الامتحانات لا يمكن توظيف الحجج الدينية للنقد، هذا بالإضافة إلى أنّ أبواي يعارضان انقطاعي عن الدراسة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تجوز دراسة وتدريس الفلسفة التي تتناول أصول الدين وأمور الغيب على أساس عقلي محض ونظرة إلحادية، إلا لمن يكون محصنا بالعلم الشرعي وقاصدا دفع الباطل ورد الشبهات، وانظر الفتوى رقم: 41733 .

 أما عن سؤالك: فإن كنت على علم شرعي راسخ، فلا حرج عليك في إكمال دراسة الفلسفة بنية بيان الحق ورد الشبهات، وكذلك تدريسها لمن يقصد ذلك.

وإما إذا كنت غير راسخ في العلم الشرعي فلا يجوز لك دراسة هذه الفلسفة أو تدريسها، لما في ذلك من الخطر على دينك، ولا طاعة لوالديك في ذلك، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف.

والذي ننصحك به أن تسعى جاهدا لتحصيل العلم الشرعي النافع، مع ملازمة سؤال أهل العلم فيما يعرض لك من الأمور، حتى تنهى دراستك، وتعمل بالشهادة في مجال آخر مباح.

وننبهك إلى أنه لا يجوز لك حضور المجالس التي يستهزأ فيها بالدين إذا كنت لا تستطيع الإنكار، قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140}.

كما ننبه إلى أن بر الوالدين وطاعتهما في المعروف، من أعظم القربات إلى الله، ومن أعظم أسباب توفيق الله للعبد.

والله أعلم.

شارك الفتوى

أسئلة متعلقة أخري
حكم دراسة الفلسفة
حكم علم التنمية البشرية
القول بأن الكون مسطح .. في ميزان العلم والشرع
حقيقة المطر والرعد والبرق بين الحقائق العلمية والنصوص الشرعية
عقيدة عبد القاهر البغدادي ومنهجه في كتابه الفرق بين الفرق
لا حرج في العمل لتطوير موسوعة ويكيبيديا العربية
أقوال العلماء في معنى الرعد والبرق