عنوان الفتوى : الصبر على أذى الزوج وهل للزوجة الامتناع عن الإنجاب
أنا زوجي يعاملني معامله سيئة في معظم الأوقات، فهو يسبني بأمي وأبي، وقد سبهم علانية أمامهم، وسب أهلي كلهم مع أنى من عائلة محترمة جدا، ولم يحدث لأحد منا ما يحدث لي، وهو أيضا يخرج أسرار بيتنا لأمي وأبي قبل أن يسبهم، أو لأمه وأبيه، فإذا حدث بيننا مشكلة يخبر بها أهله، ويتهمني بأشياء لم أفعلها، وأهله يعلمون أنه يظلمني وكثيرا ما نصحوه أن يتقى الله في، ولكن دون جدوى، بالإضافة أنه يضربني حتى وقت الصلح يهددني بالضرب . أنا لا أعلم ماذا أفعل معه، ويعلم الله أني لم اقصر في واجباتي تجاهه وتجاه بيتي وابني وتجاه أهله. أنا أريد الانفصال إذا لم يصلح من نفسه، ولكنه لا يرى نفسه مخطئا في أي شيء، فكثيرا حاولت الإصلاح منه ولكن دون جدوى، وأصبحت تعبانة من أسلوبه معي، ولا أستطيع أن أنسى إهانته لأهلي الذين أصبحوا كارهين مقابلته وسماع صوته، مع العلم أني بنت وحيدة لامي وأبي، وأنا وزوجي نعيش مغتربين في بلد عربي. وأهلي من شدة قلقهم علي أصيبوا بالمرض. هل إذا أردت الانفصال منه أكون مخطئة، مع العلم أني أحبه؟ وإذا استمررت معه لا أريد أن أنجب منه ثانية؛ خوفا من الانفصال في يوم من الأيام. فهل بهذا أنا علي ذنب؟ أفيدوني بالله عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يفعله زوجك معك من إيذائك وسبك وسب أهلك وضربك كل هذا حرام، بل هو من كبائر الذنوب التي توجب غضب الله وعقوبته. وقد سبق بيان هذا بالتفصيل والدليل في الفتوى رقم: 113458.
وفعله هذا يبيح لك طلب الطلاق منه، ولكنا لا ننصحك بالتعجل في ذلك، بل ننصحك بالصبر عليه وعلى أذاه، وأن تحاولي استصلاحه خصوصا مع ما ذكرت من حبك له، وهذا دليل على أن فيه من الصفات ما يحببك فيه.
فإن لم يجد هذا نفعا، ونفد صبرك معه، واستحالت العشرة بينكما، فإن الحل حينئذ هو طلب الطلاق منه تخلصا من هذا الأذى. أما أن تبقي في عصمته وترفضي الإنجاب فهذا لا يجوز إذ الإنجاب حق مشترك بين الزوجين لا يجوز لك أن تمنعيه منه.
والله أعلم.