عنوان الفتوى : زيد في مجموع درجاتها بالخطأ فهل يلزمها تصحيح الوضع
أنا طالبة تحصلت في الفصل الأول على النتيجة الأولى، ولكن عندما حسبت مرة أخرى وجدت زيادة في المجموع، ونحن في قسمنا هنالك طالبات يشمتن في الأوائل، فأنا حائرة هل أصحح معدلي أم لا أصححه؛ لأنهم يقولون لي لا تصحيح؛ لأنه ليس خطأك، ولكني خائفة من غضب الله. أرجو إفادتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت حقا لا تستحقين تلك النتيجة، وقد وقع خطأ في المجموع الكلي، فلا شك أنك بعد علمك بذلك يكون من الأمانة والعدل أن تسعي في إظهار الحق وإرجاع الأمور إلى نصابها.
فإنه مما لا يخفى أن درجات الطلاب هي التي يعول عليها في التمييز بينهم وتقدير مستوياتهم، وبالتالي هي التي يترتب عليها ما يتبوؤنه بعد ذلك من وظائف. وهذا إذا حصل فيه الغش تعدى ضرره، ووسد الأمر إلى غير أهله، وهذا من تضييع الأمانة.
ولا يخفى أيضا أن في كتمان الحقيقة نوعا من الظلم والبخس للأحق بها ممن هو أعلى درجة وأكثر تفوقا، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم : مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا. رواه مسلم.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة على أية حال، فقال صلى الله عليه وسلم: أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ. رواه الترمذي وحسنه وأبو داود، وصححه الألباني.
وعدَّ صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة من خصال المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ:إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. رواه البخاري ومسلم.
وجعل عليه الصلاة والسلام إضاعة الأمانة علامة على قرب خراب العالم ، فقال صلى الله عليه وسلم : إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قيل: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ رواه البخاري.
وراجعي للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56651، 7712، 64130.
والله أعلم.