عنوان الفتوى : رتبة حديث: إن الله عز وجل بعث إليك بهدية....
هل هذا الدعاء صحيح؟ دعاء طلب النجاة جاء أن جبريل عليه السلام نزل بهذا الدعاء من السماء ونزل به ضاحكا مستبشرا، فقال: السلام عليك يا محمد، قال: وعليك السلام يا جبريل، فقال: إن الله عز وجل بعث إليك بهدية. فقال: و ما تلك الهدية يا جبريل؟ قال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها، قال: وما هن يا جبريل ؟ قال: قل يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، و يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا سيدنا، يا ربنا، يا مولانا، يا غايه رغبتنا، أسألك يا الله، أن لا تشوه خلقي بالنار فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ما ثواب هذه الكلمات ؟قال : هيهات ! هيهات ! انقطع العمل، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من كل جزء جزءا واحدا فإذا قال العبد: يا من أظهر الجميل و ستر القبيح ، ستره الله و رحمه في الدنيا، و جمله في الآخرة ، وستر الله عليه ألف ستر فى الدنيا والآخرة، وإذا قال: يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، لم يحاسبه الله يوم القيامة و لم يهتك ستره يوم تهتك الستور. وإذا قال: يا عظيم العفو، غفر الله له ذنوبه و لو كانت خطيئته مثل زبد البحر، وإذا قال: يا حسن التجاوز، تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر. وإذا قال: يا واسع المغفرة، فتح الله عزوجل له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض فى رحمة الله عزوجل حتى يخرج من الدنيا .وإذا قال: يا باسط اليدين بالرحمة، بسط الله يده عليه بالرحمة . وإذا قال: يا صاحب كل نجوى، و يا منتهى كل شكوى، أعطاه الله من الأجر ثواب كل مصاب، و كل سالم، وكل مريض، وكل ضرير، و كل مسكين وكل فقير، و كل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة وإذا قال : يا عظيم المن ، أعطاه الله يوم القيامة منيته و منية الخلائق وإذا قال: يا كريم الصفح ، أكرمه الله تعالى كرامة الأنبياء. وإذا قال : يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماه . وإذا قال : يا ربنا يا سيدنا، قال الله تبارك و تعالى: اشهدوا ملائكتي أنى قد غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنة و النار و السماوات السبع والأرضين السبع والشمس والقمر والنجوم وقطر الأمطار وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى و غير ذلك و العرش والكرسي . وإذا قال: يا مولانا، ملأ قلبه من الإيمان .. وإذا قال : يا غاية رغبتنا، أعطاه الله يوم القيامة رغبته و مثل رغبة الخلائق . وإذا قال: أسالك يا الله، أن لا تشوه خلقي بالنار، قال الجبار جل جلاله استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار، وأعتقت أبويه و إخوانه وأهله وولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجبت لهم النار، وأجرته من النار فعلمهن يا محمد المتقين، ولا تعلمهن المنافقين ، فإنها دعوة مستجابة لقائلهن إن شاء الله تعالى، و هو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به.أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث روى الحاكم والبيهقي جملة الدعاء منه، وقال البيهقي: في صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر.
وقد تكلم الذهبي في ميزان الاعتدال على أحد رجال سند الحاكم وهو أحمد بن محمد الصنعاني فقال فيه: أتى بخبر لا يحتمل ثم ذكر الحديث وقال: الحاكم صحيح الإسناد. قلت: كلا. قال: رواته كلهم مدنيون. قلت: كلا. قال: ثقات. قلت: أنا أتهم به أحمد. اهـ
وقد تابع ابن حجر الذهبي في كلامه المذكور، وتابعه كذلك العلامة الدكتور بكر أبو زيد في كتابه دعاء القنوت فقال بعد ذكر كلام الذهبي السابق: وفيه أيضا عنعنه ابن جريج وهو مدلس.
وجاء في موقع ملتقى أهل الحديث دراسة طويلة عن الحديث خلاصتها أنه ضعيف جدا.
والله أعلم.