عنوان الفتوى : الصلاة بطهارة متيقنة مقدمة على إدراك فضيلة الصف الأول

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

سؤالي عن كثرة خروج الريح بعد الوضوء وأثناء الصلاة, وبعد بحثي في الانترنت وجدت شيئا اسمه السلس وأنا لا أعرفه ولكن يبدو أنه ما أعاني منه, وبعد البحث وجدت أنه يجب على من به سلس بول أو ريح أن يتوضأ بعد دخول الوقت ويصلي حتى لو خرج منه شيء لأن به سلس ومعذور والله أعلم, أما من توضأ قبل دخول وقت الصلاة وخرج منه شيء فينتقض وضوؤه. حالتي هي : أعاني من كثرة خروج الريح وخاصة أثناء الصلاة, ولا أعتقد أنها وساوس أو شك - ولذا أرجو استبعاد جزئية الشك والوسوسة من الرد على مسألتي هذه - , أنا اذهب للصلاة قبل الأذان وخاصة صلاة الفجر فأذهب لها قبل الأذان الأول وأكون متوضئا وأنتظر الأذان الثاني ثم الصلاة .. ومع خروج الريح أعاني كثيرًا, وبعد أن قرأت فتاوى أن من توضأ قبل دخول الوقت ثم خرج منه ريح فوضوؤه ينتقض ولا تصح صلاته , وهذا ما أحزنني كثيرًا, لأنني تبت من فترة قصيرة وصرت محافظًا على الصلاة أشد الحفاظ والاهتمام جماعة بالمسجد, ولكن يبدو أن الكثير من صلواتي تلك لم تقبل بسبب انتقاض وضوئي فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله , سؤالي الأساسي: أذهب للصلاة قبل دخول الوقت متوضئأً .. فإذا خرج مني ريح قبل دخول وقت الصلاة أو بعدها - وأنا متوضئ قبل دخول الوقت - فهل تصح صلاتي ؟ علمًا أن خروج الريح يستمر أحيانًا حتى وأنا في الصلاة ولذلك لا أذهب وأعيد الوضوء لأنه لا فائدة وسيتكرر خروج الريح فهل هذا صحيح ؟ وخاصة يوم الجمعة فأنا أحب التبكير جدًا .. وتتكرر نفس المشكلة معي, والله المستعان .. فما الحل ..؟. فقد قرأت للبعض أنه يقول: انتظر حتى قبل إقامة الصلاة بقليل أو بعد دخول الوقت ثم توضأ .. وأنا إذا فعلت هذا فسيفوتني الصف الأول الذي أحرص عليه جدًا .. وخاصة يوم الجمعة فستفوتني الصفوف الأولى كلها لو طبقت قاعدة الوضوء بعد دخول الوقت .. آسف جدًا على الإطالة ولكنني أردت أن تصلكم الحالة أو الصورة كاملة بانتظار ردكم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت جازما بأن ما تعاني منه ليس شكا ولا وسوسة، وكان خروج الريح منك دائما بحيث لا ينقطع وقتا يتسع للطهارة والصلاة فأنت معذور، ولك أحكام المعذورين كالمستحاضة، ويجب عليك الوضوء بعد دخول الوقت فتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أبي حبيش بالوضوء لكل صلاة وكانت مستحاضة. أخرجه البخاري وهو عند أبي داوود في السنن. واختلف في رفعه ووقفه على عروة، والصحيح إن شاء الله أنه مرفوع.

 وعلى هذا فلا يسعك أن تتوضأ قبل دخول الوقت إلا على قول المالكية الذين يرون أن الحدث الدائم لا ينقض الوضوء، وفي وجه للشافعية أن الوضوء الواقع قبل دخول الوقت لا ينتقض ما لم تصل به الصلاة المفروضة؛ كما ذكر ذلك النووي في شرح المهذب.

فالواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول الوقت ثم لا يضرك ما خرج منك وإن فاتتك فضيلة الصف الأول، فإن الصلاة بطهارة متيقنة مقدمة على إدراك فضيلة الصف الأول، ثم إنك تدرك فضيلة الصف الأول بنيتك إن شاء الله إذا علم الله منك صدق النية والحرص على الوقوف في الصف الأول لولا المانع.

وأما الجمعة فلها حكم يخصها فإن العلماء مختلفون في أول وقتها، وقد بينا في الفتوى رقم: 112474  أنه لا مانع من الأخذ بقول أحمد بالنسبة للمعذور وأن يتوضأ قبل الزوال لإدراك فضيلة التبكير.

 وللمزيد انظر الفتوى رقم: 26572.

والله أعلم.