عنوان الفتوى : معنى " واجعله الوارث منا"
ورد في الأحاديث أن من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا،واجعله الوارث منا...". ما معنى الجملة "واجعله الوارث منا" وعلى ماذا يعود الضمير "الهاء" في قوله: "واجعله"؟،وما طبيعة ذلك الإرث بين الإنسان وحواسه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث أخرجه الإمام الترمذي، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري، وحسنه الشيخ الألباني في تخريجه لأحاديث كتاب الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقد اختلف أهل العلم في معنى قوله: " واجعله الوارث منا "، واختلافهم فيه ناشئ عن اختلافهم في مرجع الضمير، والراجح أنه راجع إلى المذكور الشامل للأسماع والأبصار والقوة، وعليه فمعنى كون هذه وارثة أن يموت الشخص وهو متمتع بها، بخلاف ما لو فقدها في حياته فإنه سيكون وارثاً لها، لا وارثة له، لأن من شأن الوارث البقاء بعد الموروث، وقد مال بعض النحاة إلى أن الضمير في "اجعله" ضمير مصدر، واختلف هؤلاء في تقدير المصدر المفسر له، فمنهم من قال: هو: تمتعنا، المدلول عليه بمتعنا، ومنهم من قال: هو: الجعل المفهوم من اجعله، وقيل: الضمير راجع على واحد من المذكورات، ويدل ذلك على وجود الحكم في الباقي، وقيل غير ذلك.
ولكن الراجح هو القول الأول، إذ لا يسلم غيره من اعتراض غير مندفع.
والله أعلم.