عنوان الفتوى : ما يقال للشارب عقب شربه
أحسن الله إليكم قرأت في كتاب نيل الأوطار كلاما نقله الشوكاني عن ابن رسلان وأود التأكد من صحته ومن صحة الحديث الذي استدل به حيث قال في شرحه لكتاب الأشربة: قال ابن رسلان في شرح السنن: وفي هذا الحديث إشارة إلى ما يدعى للشارب به عقب الشراب فيقال له عقب الشراب هنيئًا مريئًا، وأما قولهم في الدعاء للشارب صحة بكسر الصاد فلم أجد له أصلًا في السنة مسطورًا بل نقل لي بعض طلبة الدمشقيين عن بعض مشايخه أنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال للتي شربت دمه أو بوله صحة فإن ثبت هذا فلا كلام انتهى، وإذا كان غير صحيح فهل هذا من كلام الصوفية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلام الشوكاني الذي نقلته الأخت السائلة بالحرف يتضمن حديثين، فالحديث الأول الذي استنبط منه العلماء ما يدعى به للشارب -كما جاء في نيل الأوطار- فيقال له: هنيئا مريئا.. حديث صحيح رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني، ولفظه: عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثا، وقال: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ. وهذا الاقتباس واضح. وهو في صحيح مسلم بلفظ : أروى وأبرأ أو أمرأ.
وأما الحديث الثاني الذي جاءت الإشارة إليه فهوحديث شرب بركة (أم يوسف) لبوله صلى الله عليه وسلم، وهو مذكور في كتب السير وغيرها.
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: حديث أن أم أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: إذاً لا تلج النار بطنك، ولم ينكر عليها. رواه الحسن بن سفيان في مسنده والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن وساق الحديث بطرق كثيرة وروايات مختلفة وتكلم على بعض رواته ثم قال بعد ذلك: وله طريق أخرى رواها عبد الرزاق عن ابن جريج، وفي بعضها: قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف -وكانت تكنى أم يوسف- فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه.
وأشار الحافظ إلى ضعف الرواية الأولى، والرواية الثانية لم يحكم عليها؛ لكن قد حكم عليها الشيخ الألباني بالضعف كما في السلسلة الضعيفة.
وعلى هذا؛ فهذا حديث ولكنه ضعيف كما قلنا، ولا علاقة له بكلام الصوفية .
والله أعلم.