عنوان الفتوى : زكاة الفطر عمن يفطر عمدا
شاب بالغ يترك صوم رمضان عامدا هل يخرج عنه والده صدقة الفطر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ترك الصيام ذنبٌ عظيم وإثمٌ جسيم، قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله -: من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي – رحمه الله -: وعند المؤمنين مقرر: من ترك صوم رمضان بلا عذر بلا مرض، ولا غرض فإنه شر من الزاني والمكَّاس ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال. انتهى.
والواجبُ على من يترك صيام رمضان أن يتوب توبةً نصوحا مع قضاء ما أفطره متعمداً من أيام، وأما صدقة الفطر فإنها واجبٌ مستقل فرضها النبي صلى الله عليه وسلم على الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والأنثى من المسلمين. كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
والذي يفطرُ في رمضان لا تسقطُ عنه صدقة الفطر لأنه داخلٌ في عموم المسلمين وإن كان قد ارتكب كبيرةً من أكبر الكبائر، ثم صدقة الفطر واجبةٌ في ماله إن كان له مال وإلا فهي واجبةٌ على من يلزمه أن ينفقُ عليه كما بينا ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: 69092.
وما دام الشاب بالغا فإن كان قادرا على الكسب فإنه لا يلزم الوالد أن ينفق عليه ومن ثم لا تلزمه زكاة الفطر عنه، أما إذا لم يكن قادرا على الكسب فالنفقة واجبة وزكاة الفطر كذلك.
والله أعلم.