عنوان الفتوى : ماذا تفعل الزوجة تجاه زوجها الذي لا يصلي
لي سؤالان أتمنى من سيادتكم الإجابة عليهما، امرأة طلقها زوجها بالثلاث ورجعت إلى الجزائر وتزوجت من رجل آخر لمدة 3 شهور زواجا دون عقد وبالأحرى أنه استوفى شروط الزواج الصحيح وما يعرف عند أهل الجزائر بالحلال بخلاف أهل المغرب الذين يشترطون في الزواج عقدا صحيحا عند العدول مدرأة لظلم الزوجة وبعدها راجعت زوجها بعقد جديد، فهل وقعت هذه المرأة في التحليل أم لا، وهذه المرأة متزوجة من رجل لا يصلي ويقوم بكثير من الفواحش منها الزنى وشرب الخمر وهي امرأة تصلي وذات خلق ودائمة الدعوة لزوجها بالرجوع إلى طريق الله والتوبة، ولكن الزوج يرفض ذلك، بالعلم أن في السنوات الأخيرة أقلع الزوج عن الزنى ولكن ما زال لا يصلي، فما حكم الدين في هذا الرجل وهل من حق المرأة أن تطلب الطلاق أم لا وهي مع هذا الزوج منذ أكثر من 14 سنة وبينهم أطفال ووفقكم الله إلى الخير؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما جواب الشق الأول عن حكم زواجها الثاني فإن كان مستوفياً لشروط النكاح وأركانه من الولي والشهود ولم يقصد الزوج تحليلها لزوجها الأول فهو نكاح صحيح ولا اعتبار لعدم توثيقه لدى المحكمة، وكون الزوج طلقها بعد ثلاثة أشهر لا يعني كونه محللاً ما لم يكن قصد ذلك.
وأما الشق الثاني عن حكم تلك المرأة مع زوجها الذي لا يصلي ويرتكب الفواحش من زنى وغيره، فجوابه أنه يجوز لها أن تطلبه الطلاق ما دام مصراً على ترك الصلاة؛ بل ينبغي لها أن تسعى في فراقه لئلا يؤثر عليها وعلى أبنائها بسلوكه السيئ، فالصلاة هي عماد الدين من حفظها فقد حفظ الدين، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
وبناء عليه؛ فالذي نراه وننصح به تلك الزوجة هو السعي في مفارقة ذلك الرجل إما بسؤاله الطلاق أو بالاختلاع منه إن لم يستجب، ولا يجوز لها أن تقره على ذلك المنكر وتسكت له عليه أو ترضى بالعيش معه وهو مقيم عليه، ولا سيما وأن من أهل العلم من يرى كفر تارك الصلاة ولو كسلاً، فما بالك إذا ضم إلى تركها الزنى وشرب الخمر.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62189، 17283، 11530، 42770.
والله أعلم.