عنوان الفتوى : متابعة الإمام من المصحف في صلاة التراويح
ما هو حكم إمساك المصحف والقراءة منه خلف الإمام عند أداء صلاة التراويح، وهل ينقص ذلك من الأجر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتجوز متابعة الإمام من المصحف عند أداء التراويح أو غيرها، ولم يدل دليل على كراهة ذلك أو النهي عنه، وقد أطلق أبو يوسف ومحمد الجواز مع الكراهة، وكذا الشافعي بلا كراهة كما في بدائع الصنائع، وسواء في ذلك الإمام أو المأموم، وقال الإمام العيني: وكان أنس يصلي وغلام خلفه يمسك له المصحف وإذا تعايا في آية فتح له المصحف وأجازه مالك في قيام رمضان. ثم نقل الجواز عن الشافعي وأحمد، والمنع عن أبي حنيفة لأنه عمل كثير، والذي نختاره الجواز لعدم الدليل المانع منه، مع التحرز عن القراءة مع الإمام بحيث يشوش على من بجانبه أو على الإمام لورود النهي عن ذلك، بل يكتفي بالمتابعة بدون تحريك للسانه.
وأما ما ذهب إليه ابن حزم في المحلى من بطلان الصلاة بأخذ المصحف لأنه عمل في الصلاة فمردود بعمل ذكوان بين يدي عائشة الذي رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح وكان غلام أنس خلفه ولم ينكر ذلك عليه، وحمل المصحف ليس أكثر من حمل أمامة التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صغيرة (بنت بنته) في الصلاة فكان إذا ركع وضعها وإذا رفع حملها وهو في البخاري...
فالحاصل الذي نفتي به الجواز مع أن تجنبه أفضل خروجاً من الخلاف.
والله أعلم.