عنوان الفتوى : ما صحة ما يعرف ب صلاة الأنس في القبر
وجدت هذا الكلام في أوراق تم توزيعها وأريد أن أتأكد من صحتها ومكتوب في آخر الورقة أنه منقول من كتاب "فتح الاعلام"في فقه الشافعي. فهل هذا صحيح؟ "صلاة الأنس في القبر" عن النبي صلى الله علية وسلم قال: لا يأتي على الميت أشد من الليلة الأولى فارحموا بالصدقة من يموت, فمن لم يجد فليصل ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وألهاكم التكاثر مرة وقل هو الله أحد عشر مرات ويقول بعد السلام: {اللهم إني صليت هذه الصلاة وتعلم ما أريد اللهم ابعث ثوابها إلى قبر فلان ابن فلان} فيبعث الله من ساعته إلى قبره ألف ملك مع كل ملك نور وهدية فيؤنسونه إلى أن ينفخ في الصور. وورد أن فاعل ذلك له ثواب عظيم منه أن لا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة. فبشرى لعبد واظب على هذه الصلاة كل ليلة وأهدى ثوابها لكل ميت من المسلمين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الصلاة ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعل مع الميت بعد دفنه، فكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم هو الدعاء للميت وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل. رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني.
ولم يثبت عنه فيما ورد من السنة الصحيحة تخصيص صلاة معينة بقراءة معينة بغية الرحمة للميت، بل هذا من البدع الإضافية التي ذكرها الشاطبي. فمن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
وهذا الحديث المذكور في السؤال لم نطلع عليه من قبل ولم نجده بعد البحث في دواوين السنة وعلامة الوضع ظاهرة عليه وهي ترتيب أجر عظيم جدا مقابل عمل قليل.
ومثل هذه الأعمال لو كانت ثابتة لنقلت إلينا من طرق صحيحة، فإن هذا من العلم الذي تتوجه الهممم لنقله.
والله أعلم.