عنوان الفتوى: حكم استحقاق الأجير للأجرة إذا فسخ العقد صاحب العمل
قمت بإنجاز مشروع تصميم مسكن و بالإشراف على إنجاز المشروع مقابل مبلغ من المال و أخذت جزءا من المال لتنفيذ المشروع وبعد مرور 15 يوما من بداية الأشغال و بالاتفاق مع أصحاب المشروع وقع إيقاف تنفيذ المشروع لحين إيجاد تصميم آخر للمشروع مخالف كليا عن التصميم الأول. فشرعت في إنجاز تصميم آخر و دراسته مع أصحاب المشروع للنظر فيه و إبداء الرأي وبعد مناقشة التصميم و إبداء ملاحظتهم شرعت في تغيير التصميم، و لكن أصحاب المشروع توجهوا إلى مهندس آخر و قام بإنجاز المشروع و التنسيق معه دون الرجوع لي أو دفع مستحقاتي من المشروع الأول المتفق عليه بالرغم من مباشرتي في تصميم المشروع الثاني بطلب منهم. سؤال 1: هل يجوز لي المطالبة بجميع المبلغ المتفق عليه بالرغم من إيقاف المشروع بطلب منهم و التوجه إلى مهندس آخر لإتمام المشروع بتصميم مغاير للتصميم الأول بالكامل، أم آخذ جزءا من المبلغ و كيف يمكن ضبط قيمة المبلغ المستحق. سؤال 2: هل يجوز لي مطالبة صاحب المشروع بأخذ مستحقاتي من المال في تصميم المشروع الثاني مع العلم بأن صاحب المشروع هو من طلب مني القيام بتصميم المشروع الثاني وهو من طلب مني عدم إتمام تصميم المشروع الثاني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعقد الذي تم بينك وبين أصحاب المشروع هو عقد إجارة ، وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن عقد الإجارة عقد لازم من الطرفين، وأنه ليس لواحد منهما فسخه إذا وقع صحيحا خاليا من خيار الشرط والعيب والرؤية، وذهب الحنفية إلى أن الإجارة تفسخ بالأعذار، والراجح هو مذهب الجمهور، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 46107.
وعلى هذا فجواب السؤال الأول أنه إذا كان فسخ الإجارة من طرف أصحاب المشروع ولم يكن بسبب أنك لم تتمكن من الإنجاز على النحو المتفق عليه فإنه يجب عليهم إعطاؤك الأجر كاملاً، وذلك لعدم جواز فسخ الإجارة ، وهذا على مذهب الجمهور وهو الذي بينا رجحانه، أما على مذهب الحنفية فيجوز لهم فسخ الإجارة إذا كان لهم عذر في ذلك، ويجب لك جزء من الأجر بمقدار العمل الذي قمت به ويحدده أهل الخبرة .
وما أجبنا به عن سؤالك الأول يصلح جوابا لسؤالك الثاني أي أنه يجوز لك المطالبة بهذا الأجر كاملاً إذا كان فسخ الإجارة من جانب أصحاب المشروع .
وإذا حدث نزاع بينك وبين أصحاب العمل في سبب فسخ الإجارة فيجب رفع النزاع بالرجوع إلى المحاكم الشرعية إن كانت موجودة في بلدك أو إلى التحكيم الشرعي .
والله تعالى أعلم.