عنوان الفتوى : حكم طلب التنازل عن المخطوبة بعوض أو بدون عوض

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا شاب أدرس بالجامعة و لله الحمد منذ الصغر لم أقل يوما كلمة فاحشة أو كلمة كفر بالله والجميع يحبني لرفعة أخلاقي وتواضعي وحسن معاملتي للناس لكن تجري الرياح في بعض الأحيان بما لا تشتهي السفن وتتقاذفنا الأمواج إلى حيث تشتهي ولا نشتهي وعوضا أن ننقذ أنفسنا قبل الغرق فإننا نسبح مع التيار ونكون كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر. سيدي الشيخ المشكلة مشكلتان والثانية أكبر من الأولى: تتعلق الأولى بالفتيات منذ أربع سنوات وقت دخولي الجامعة أعجبتني فتاة تدرس معي ذات أخلاق لكن بدون حجاب وقد أحببتها حبا جما لكن لم يوفق الله بيننا وعندما قرأت فتاواكم منذ شهرين وكانت الحل بالنسبة لي لكن في ذالك الحين تعرفت على فتاة أخرى وبالرغم من أنها فائقة الجمال إلا أنني لم أجد ما يجذبني إليها بالرغم من محاولاتي العديدة لإرجاعها على طريق الحق فإنها لم تستجب للحجاب وتلك النهاية- أنا لا أعترف بالجمال إن وجه المرأة الجميل هذا ، صائر إلى جيفة قذرة يقتتل عليها الدود ، وأن في الجنة من الحور العين ما تستحي منهن الشمس الطالعة حلمي الوحيد فتاة توقظني لقيام الليل وصلاة الفجر ولا أطلب شيئا آخر من الدنيا المهم الصلاة في الليل مع زوجتي وقراءة القرآن ورضاء الله عز و جل - منذ أكثر من شهر أقوم ببحث في إحدى الشركات وتشاركني في البحث فتاة ملتزمة بالحجاب ولله الحمد وأنا أحترمها جدا وأسال الله أن يريها الحق ويرزقها اتباعه وأن يريها الباطل ويرزقها اجتنابه ومع مرور الأيام أحسست أنها الفتاة المنقذة لديني لما تتميز به من سمات يعجز اللسان والقلم عن وصفها فتاة ليست كالأخريات وبارك الله فيها –سيدي الشيخ كلما تذكرتها أرى مستقبلا جميلا كله إيمان وكله عبادة وأنا مستعد لكي أتخلى عن كل ما أملك لأجلها لكنني سمعت أنها مخطوبة بالكلمة لصديق لي ولا أعرف الحقيقة- سيدي الشيخ أنا لا أفكر إلا في ديني كيف يمكن إصلاحه وأنتم تعلمون ما يمكن فعله هل أصارحها بالحقيقة وأعلم أني لا أستطيع أن أفعل؟ هل أطلب من صديقي التخلي عنها ؟ و صدقني لو طلب مني آلاف الدينارات ليتخلى عنها لاجتهدت لتوفير ما يطلب لأن رفعة أخلاقها في زمن كله فساد أغلى من كل ذلك أريد جوابا شافيا وحلا للمشكلة. أما المشكلة الثانية فإنني أحيانا لا أقوم لصلاة الصبح وأعلم شدة العقاب ولم أجد حلا أصلي قيام الليل ولا أستطيع للصبح- الرجاء جوابا شافيا لا أريد أن أغضب الله كل ما أريد مغفرة ربي والثبات على دينه وكالذين قال فيهم الله{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18} وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{19} أريد أن أقف بين يدي ربي وأنا نقي الثوب ، نقي الجسد ، نقي القلب . لا يلوثني أثر من آثار المعصية ..

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

خلاصة الفتوى:

 لا تجوز الخطبة على الخطبة إذا كان كل من الخاطب والمخطوبة قد ركن إلى الآخر ولم يبق إلا إبرام العقد. وهذا ما لم يتنازل الخطيب الأول ولو مقابل عوض.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فنسأل الله أن يبلغك ما تصبو إليه من الحصول على فتاة توقظنك لقيام الليل وصلاة الفجر وتشاركك في قراءة القرآن، وأن يجعلك من الذين: كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ*...

ونريد هنا أن ننبهك إلى أن بحثك عن ضالتك هذه بمشاركة تلك الفتاة التي وصفتها بالالتزام والحجاب لا يعد صوابا؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفتنة الرجال بالنساء من أعظم الفتنة، وقد تخوف منها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، فقال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.

وقال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم.

فالصواب أن تبتعد عن هذه الفتاة وتتوب إلى الله من صحبتها.

وفي خصوص موضوع سؤالك فإذا كانت الفتاة المذكورة مخطوبة وقد ركنت إلى الخاطب وركن إليها ولم يبق إلا إبرام العقد فإنه لا يحل لك أن تخطبها إلا أن يأذن لك خاطبها في ذلك. ففي الصحيحن واللفظ لمسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، إلا أن يأذن له.

وعما إذا كان يمكن بذل المال من أجل تنازل ذلك الصديق عن خطبتها، فقد قال أحد الثقات أنه مر به قول لبعض المالكية ينص على جواز ذلك، هذا بالإضافة إلى أنه لا يبعد تخريج ذلك على ما ذهب إليه المالكية.

وقد أجازوا الاعتياض عن حق الشفعة، كما أجازوا للمرأة أن تهب يومها لضرتها بعوض، وأجاز بعض الحنفية النزول عن الوظائف في مقابل مال، وأجازا معا (الحنفية والمالكية) إسقاط حق الحضانة بعوض.

 وهذه الحقوق ليست مالا متقوما فتباع، ولكن يؤخذ المال في مقابل التنازل عنها، أو يسمى في مصطلح الفقهاء: بالإسقاط أو الفراغ.

وبناء عليه، فلا نرى عليك حرجا في أن تطلب من صديقك المذكور أن يتنازل لك عن مخطوبته بعوض أو بدون عوض. فإن استجاب لذلك ساغ لك خطبتها، وإلا فلا.

وتجدر ملاحظة أن فقهاء المالكية صرحوا بأن الخطبة على الخطبة لا تحرم إذا كان الخاطب الأول فاسقا والثاني صالحا أو مجهول الحال.

وفيما يخص عدم قيامك لصلاة الصبح فيمكنك أن تستعين بالوسائل المعينة على ذلك. وراجع في ذلك فتوانا رقم: 42111 . 

والله أعلم.