عنوان الفتوى : الطفل المسلم وغير المسلم.. أسس الالتقاء والافتراق
ما الفرق بين شخصية الطفل المسلم وغير المسلم ؟
خلاصة الفتوى: لا فرق بين الطفل المسلم وغيره من حيث هما طفلان ؛ فكلاهما يولد على الفطرة ومرفوع عنه القلم، ومن حيث التربية فكلاهما ينشأ على ما عوده أبواه.
فإنه لا فرق بين الطفل المسلم وغيره من حيث المبدأ فكلاهما يولد على الفطرة، وإنما يختلفان بعد ذلك باختلاف التربية والتنشئة والبيئة..
ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
والطفل من حيث هو مرفوع عنه القلم، فقد روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ أو يعقل.
أما من حيث التكوين والتربية والتوجيه.. فهناك فرق كبير بين الطفل المسلم وغيره وخاصة إذا أصبح يعقل القربة ويميز بين الأشياء.
فالطفل المسلم يتربى منذ بداية أمره على أخلاق الإسلام وعباداته ويتأدب بآدابه ويتعود الألفاظ الطيبة المقبولة شرعا، ويبتعد عن غيرها حتى يكون ذلك سجية وطبيعة له كما قيل: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، أو كما قيل:
وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه.
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعود الأبناء ونربيهم على العبادة.. فقال: مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
وأما الطفل الذي يولد لأبوين غير مسلمين فإن شخصيته تتكون حسب تربية أبويه يتربى على الشرك واقتراف المعاصي.
فهذا من الفروق الأساسية بين الطفل المسلم وغيره.
والله أعلم.