عنوان الفتوى : حكم إلحاق الأولاد بمدارس منهاجها أجنبي
نظرا لظروف عمل زوجي وتنقلنا الدائم بين البلاد أدخلت ابني مدرسه من المدارس العالمية هو الآن عمره 8 سنوات يدرس مادتي العربي والإسلام حسب منهج وزاره البلد التي ننتقل إليها ولكن بقية المواد والدراسة منهج بريطاني ألاحظ طبعا فرقا كبيرا في أسلوب التعليم وتطوره عن منهج بلدنا وعدم الآدمية التي يدرس بها الأطفال في المدارس العادية أنا أتابعه باستمرار وأوعيه عن إسلامنا وديننا كي لا يتأثر بأي كلمه يسمعها يمينا أو شمالا وأذكره دائما أن ما يدرسه هي علوم دنيوية لن تنفعه في آخرته وأوجهه أنا ووالده دائما للصلاة وحفظ القرءان وتعاليم الإسلام فهل أأثم على إدخالي له هذا النوع من المدارس أم أستمر مع متابعتي له المستمرة؟
خلاصة الفتوى: واجب الآباء والأمهات تعهد أبنائهم بالتربية على الإسلام ومبادئه، ولا يجوز إلحاقهم بمدارس غير إسلامية تضر بدينهم ولو كانت أحسن أداء ونظاما، ما دام بالإمكان إلحاقهم بمدارس المسلمين.
فلم تبيني لنا المراد بالمدرسة العالمية، وما منهجها في التدريس، وهل هي مدرسة دينية أو لا، وهل أنتم مقيمون في دولة إسلامية أوغير إسلامية وكل هذه الإيضاحات مهمة جدا ويلزم معرفتها لابتناء الفتوى عليها. لكن على سبيل العموم نقول: لتعلمي أن الله تعالى حمل الآباء والأمهات مسؤولية رعاية أبنائهم وتربيتهم التربية الصحيحة الخالية من كل شائبة تشوب الدين وذلك لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التَّحريم:6} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. الحديث متفق عليه. من حديث ابن عمر.
وإذا كان منهج هذه المدرسة أو القائمون عليه إدارة وتدريسا يمتاز بالصبغة الدينية غير الإسلامية ولم يكن في تدريس المواد المقررة بل يتجاوز ذلك ليخدم توجه المدرسة الديني فإنه لا يجوز لك أن تدخلي أحدا من أبنائك في هذه المدرسة لأنه لا يؤمَن أن يلبسوا عليهم في دينهم وعقيدتهم ويؤثروا على أخلاقهم كما هو معروف عنهم.
ولا يصح حينئذ التعلل بتميز الأداء والنظام في هذه المدارس، فسلامة الدين لا يعدلها شيء.
كما لا يكفي أن تقولي له عن الإسلام كلاما نظريا هو يعيش أغلب اليوم في واقع بعيد عنه كل البعد بل يضاده، بل ربما يحاربه في دينه وأخلاقه ومبادئه وقيمه عن عمد.
فإن مثل هذه المؤسسات التي يقوم عليها غير المسلمين والنصارى خاصة يكون دورها في الغالب تبشيريا وغزوا فكريا لطمس هوية المسلم ومحاولة سلخه من دينه.
فالواجب الحذر منها ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولو بالعودة إلى بلادكم أو الذهاب للإقامة في أي بلد مسلم توجد به مدارس للمسلمين، فإن أرض الله واسعة، ورزق الله تعالى متوفر كل مكان.
فإن لم يمكن لا العودة ولا إيجاد مدارس بديلة فبالإمكان تدريسهم عن طريق التدريس المنزلي ثم المشاركة في الامتحانات وهي طريقة معروفة متبعة في كثير من البلاد حتى البلاد العربية وقد أثبتت نفعها وجدارتها إذا بذل الوالد جهدا في تدريس الولد. وبكل حال فعليك بتعهد ابنك باستمرار وربطه بالمساجد وحلقات تحفيظ القرآن وتعليم الدين والتي يقوم عليها الدعاة إلى الله وأهل الصلاح والعلم الموثوقون.
وننبهك إلى عدم صحة قولك لابنك إن علوم الدنيا لا تنفع، بل كثير من هذه العلوم نافعة وهي من فروض الكفايات الواجب تعلم المسلمين لها وتعبدهم إلى الله بذلك، لما فيها من مصالح لهم؛ بل إنما أُتِي المسلمون من قبل أعدائهم بتقصيرهم في هذا الجانب بعد تفريطهم في التمسك بدينهم.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:8080 ، والفتوى رقم: 30220.
والله أعلم.