عنوان الفتوى : جمال المراد خطبتها مطلوب شرعاً وطبعاً

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت قد قرأت بأن الشافعية كرهوا بأن يتزوج الرجل من امرأة فائقة الجمال، فهل هذا القول صحيح أو راجح وما معنى الكراهية هنا؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

لا كراهة في الزواج من فائقة الجمال لمجرد جمالها إلا إذا كان هناك سبب آخر خارج.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نص بعض الشافعية على كراهة الزواج من بارعة الجمال كما جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب حيث يقول: قوله: جميلة أي باعتبار طبعه فيما يظهر ولو سوداء مثلاً وإن قلنا الجمال عرفي، لأن المدار هنا على العفة وهي لا تحصل إلا بجمال بحسب طبعه، لكن تكره بارعة الجمال، لأنها إما أن تزهو أي تتكبر لجمالها أو تمد الأعين إليها... والمراد بالجمال.. الوصف القائم بالذات المستحسن لذوي الطباع السليمة، وقد قال الإمام رضي الله عنه: ما سلمت ذات جمال قط، أي ما سلمت من التكلم فيها، أي من فتنة أو تطلع فاجر إليها أو تقوله عليها.

وإذا كان بعضهم قد كره جمال المرأة الفائق فهو لخوف الفتنة بها من نفسه أو غيره أو إصابتها بالغرور... أو ما أشبه ذلك مما أشار إليه فلا يلزم منه كراهة الزواج منها على العموم لمن لم يخش ذلك، فإن الجمال وطلبه والتطلع إليه كل ذلك لم يكن مذموماً في شرع الله تعالى، فإن الله عز وجل جميل يحب الجمال كما جاء في الموطأ وصحيح مسلم وغيرهما هذا من حيث العموم، وجمال المرأة عامل طبيعي من العوامل التي ترغب في الزواج منها، والتطلع إليه أمر مشروع، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى المخطوبة، وقال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

وروى النسائي والإمام أحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره. فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الجمال مطلوب شرعاً وطبعاً... وللمزيد انظر الفتوى رقم: 50921.

والله أعلم.