عنوان الفتوى : هل يقع الطلاق بمجرد استشارة الزوجة فيه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

كنت أنوي الطلاق من زوجتي وقررت أن لا أكون عنيفا وأن أناقش الأمر معها حتى نفترق بشكل سلس إن صح التعبير . قلت لها إن أحوالنا تسوء لكثرة الشجار وإن الأمور بين الزوجين تصل أحيانا إلى درجة يكون الفراق هو الحل الأمثل وإني على أية حال لن أقرر شيئا إلا إذا علمت أن ذلك لا يسوؤها وأنها لن تتعذب بعدي لأني لا أقوى رغم كل شيء أن أتحمل مسؤولية إشقائها. أجهشت بالبكاء وقالت إنها لم تفكر يوما في أني سأتركها وأنها على أية حال تفوض أمرها لله . ثم سكتت برهة وأردفت قائله إنها أخشى ما تخشاه هو استفسارات الناس وأسئلتهم. بكت ثم قالت لى اذهب إذا إلى والدتي وأخبرها بالأمر وأظن أنها قالت وأعطها ورقة الطلاق. أعتقد أني أجبتها باني لن أفعل. كانت تبكى بين الحين والحين بكاء مرا وفجأة قالت لي لا تنس أن لديك ولدا وبنتا لا يطيقان فراقك لحظة وأنهما في أمس الحاجة إليك في هذا الزمن الخطير وإنني أنا أيضا بأمس الحاجة إليك ولتعلم أنني لا أستطيع أن أسلوك أو أتزوج من بعدك.. كنت أستمع إليها وأبكي ملء عيوني ولما انتهت من الكلام قلت لها وأنا أيضا بأمس الحاجة إليكم ولا أستطيع أن أعيش من دونكم ، فانفجرت باكية وضمتني إليها وهي تقول يا فلان، إنك لا تدري بأي جحيم مررت خلال حديثنا هذا. بعد هذه القصة بأيام ذهبت إلى إمام وحدثته بما جرى وأخبرته بوساوسي فأجابني بأنه لم يلمس في كل ما قلت له شيئا يوجب الطلاق. ورجع كل شيء إلى مجراه ونحن الآن نعيش بحب ورخاء لكن ها أنا اليوم بعد أشهر تنتابنى نفس الشكوك فأسترجع ما جرى في ذهني وأقوم بتأويل ما أتذكره فتضيق بي الدنيا أحيانا وينشرح صدري أحيانا أخرى ومرد كل هذا هو أني كنت قد طلقت زوجتي مرتين. فهل تكون هذه الحادثة طلاقا ثالثا وأكون أعاشر زوجتي حراما. خذ لي من علمك ، نفعنا الله بك، قبسا وهاجا تنقشع به عن قلبي ظلمة هم لست له بمطيق.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس فيما ذكرت ما يقع به الطلاق، وغاية ما في الأمر أنك استشرت زوجتك في إيقاع الطلاق، ولا يقع الطلاق بذلك.

وعليه فالزوجية بينك وبين زوجتك لا تزال قائمة.

 والله أعلم.