عنوان الفتوى : من الشرك قول الإنسان: أرجو من الله ومنكم
حين يقرأ الإمام وقت العشاء الفاتحة وبعدها سورة ماذا أقرأ أنا هل أستمع بعد قراءة الفاتحة أم ماذا أفعل أرجو من الله ومنكم الإجابه با لتفصيل والشرح الوافي والله يحفظكم ويرعاكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقبل الإجابة على سؤال السائل نود أن ننبه إلى شيء يخطئ فيه الكثير ، وهو قول السائل: أرجو من الله ومنكم ، وهذا يعد من الشرك الأصغر ، فقد روى النسائي وصححه عن ابن عباس أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت ، فقال:" أجعلتني لله نداً؟" بل ما شاء الله وحده.
والاقتصار على قولنا:" ما شاء الله وحده" مرتبة الكمال، كما قال صاحب فتح المجيد على شرح كتاب التوحيد ، ويجوز أن تقول: ما شاء الله ثم شئت ، وأرجو من الله ثم منكم ، لحديث قتيلة بنت صفي الأنصارية أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون!! تقولون: ما شاء الله وشئت ، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة" ، وأن ويقولوا: "ما شاء الله ثم شئت" رواه النسائي وصححه ، ورواه أحمد في المسند ، وصححه الألباني.
والفارق أن الواو تقتضي المشاركة بالتساوي ، وثم تقتضي المشاركة بالتبع ، فمشيئة العبد تابعة لمشئية الله ، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة ، ودليله قول الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم *وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين)[التكوير:29]
أما قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية ، فقد سبق بيان الخلاف فيها تحت الرقمين:
1637 1740
وعلى القول بأن المأموم يقرأ الفاتحة فإنه ينصت بعدها لقراءة إمامه ولا يقرأ شيئا غيرها.
وأما الصلاة السرية فإن المأموم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن.
والله أعلم.