عنوان الفتوى : التعمق في معاني القرآن والنظر في محاسن الإسلام يزول الشك

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

الموضوع كبير لا أعرف كيف أبدؤه ولا يمكن أن أغطي جميع جوانبه في هذه الرسالة ولكن باختصار أنا لي معاناة مع الشك في الدين _ للأسف الشديد _ منذ صغري وأنا الآن عمري يقارب 24 عاما وقد بعثت إليكم بمجموعة رسائل تفضلتم بالإجابة علي بعضها وأعرضتم عن البعض الآخر حتى ظننت أنه لا توجد إجابة لديكم علي أسئلتي وأنني _معذرةً_ : "أفحمتكم". ومؤخرا أرسلت إليكم رسالة تحوي أرقام الأسئلة التي أعرضتم عنها وعذراً إن كان في لهجتي بعض الوقاحة حيث إنني صدمت بعدم الإجابة علي تساؤلاتي. وبصراحة لن أعيد طرح أي أسئلة من تلك النوع وإن كنت بالفعل قد فقدت إيماني لبعض الأوقات إلا أنني أشعر الآن أنني بدأت العودة لطريق الإسلام بعد حدوث مواقف أريد أن أقصها عليكم وأريد رأيكم فيها هل يُعْتَدُّ بها أم لا. الموقف الأول :كان قبل أن أبلغ الحلم صبياً في أول نشوئي: فلقد طالعت بعضاً مما يخص الديانة المسيحية وعلمت أن المسيحيين يؤمنون بالله علي عكس ما كنت قد تربيت عليه آنذاك من أنهم "كفرة" لا يؤمنون بالله فأحدث ذلك حرجا في صدري وآثرت ألا أطْلِع أحدا من الناس علي ما أجد خشيةً من رد فعل من أقص عليه ذلك. وملت كثيرا نحو الديانة المسيحية وأحسست أنهم علي الحق ونحن على الباطل. ولكن بحكم عمري لم أستطع الاطلاع كثيرا في المسيحية ذلك الوقت ولكن كان إحساسي السابق ذكره يلازمني دائما وأقول لنفسي "إن كان الإسلام هو الحق فلولا أن أري آيةً تهديني إلي الصواب" وجلست علي تلك الحال وقتا لا أذكر قدره حتى جاءت اللحظة الآتية عندما قررت أن أفتح المصحف وأرى "حظي" كما كنا نفعل في ذلك الوقت _وإن كنت الآن أعلم أن ذلك حرام شرعا _ وكانت الصاعقة التي نزلت عليّ وقتها حيث كلما أفتح المصحف يقع بصري _قدراً_ فوراً علي آية تتحدث عن المسيح أو الأحبار أو أهل الكتاب وكانت عيني تطالع تلك الآيات للمرة الأولى وقتها ولم أكن أعلم في ذلك الوقت السور التي بها مثل هذه الآيات مثل النساء أو المائدة وغيرها. ولا أذكر بالضبط الآيات التي قرأتها وقتها عدا الآيتين: "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام" و"يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل" فأنا متأكد تماما أنهما كانت من ضمن ما فوجئت به من غريب "الصدفة" المتكررة في الحال عند فتحي للمصحف. ثم كان في تلك الأيام أن فتحت جهاز المذياع فسمعت فوراً قارئاً يقرأ "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا" وكانت أيضا المرة الأولى التي أسمع فيها هذه الآية فكان لتلك المواقف التي حدثت لي متتالية أن ذهب الشك والكفر من قلبي دون رجعة.....كلا..... للأسف لقد عاد الشك إلي قلبي بعد زمن طويل أكثر من 10 سنوات بعد أن أصبح عمري حوالي 22 عاما فلقد نسيت ما ذُكِّرت به وأوغلت في الاطلاع في مواقع الإلحاد والبوذية والمسيحية وغيرها علي الإنترنت فتشتت ذهني وتبلبل فكري وأصبت بداء "السوداوية" أو الاكتئاب النفسي الجسيم : أعتى ما يمكن أن يُعذَّبَ به امرؤٌ في الحياة الدنيا وأصبح اعتقادي قريبا من الإلحاد أو"اللاأدرية" وجلست علي هذا الحال قريبا من سنتين وليس "شهرين" كما كان حال الإمام أبي حامد الغزالي على حد ما قرأت عنه من وقوعه في ظلمات الشك. وللحديث بقية في رسالة أخرى إن شاء الله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نشكرك على الاتصال بنا، ونرحب بأسئلتك الهادفة وببقية رسائلك ونرجو أن ترسل لنا أرقام الأسئلة التي لم نجب عليها فإننا بحثنا عن أسئلتك السابقة فلم نطلع فيها على شيء لم نجب عليه فتأكد من الموضوع.

ثم إننا ننبهك على أن مما يحزن في رسالتك ويدعو للقلق أنك في مطالعاتك لم تذكر لنا أنك فرغت شيئا من وقتك في دراسة القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته وسيرته وشمائله، وما كتبه أهل العلم في بيان بطلان ما عليه النصارى والبوذيون، واعلم أنه يمنع على من ليس عنده اطلاع واسع على أمور الشرائع والأديان من خلال نصوص الوحي أن يبحر في مواقع أهل الضلال، فإن هذا يجره للزيغ والانحراف لذا يجب عليك أن تقرأ كلام ربك الذي خلقك، وتقرأ ما ثبت من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتتفهم في معاني نصوص الوحيين من خلال كلام سلف الأمة، وإذا أشكل عليك شيء فاسأل عنه أهل العلم، وأكثر من سؤال الله تعالى أن يهديك ويثبتك على الحق، وصاحب أهل الخير، ولازم الصلاة في الجماعة، وراجع في بطلان ما عليه النصارى والبوذيون الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها:30506، 34579، 61499، 94197.  

والله أعلم.