عنوان الفتوى : أرسل إليها بريدا إلكترونيا كتب فيه أنت طالق طالق طالق
من الله علي بزوج محب مصاب بالسكري. يقيم بكندا مطلق له طفلان. هومن معارف أخي، تم عقد القران بوكالة من أخيه لأنه لا يستطيع الدخول إلى المغرب. كان يبدي اهتماما بمعرفة ماضي لم أستجب لطلبه وخوفا من حلفي على الكذب و جهلا مني أني أهتك ستر الله بأنه كانت لي علاقة لم يتقبل الموضوع ولكن تصالحنا ثم اقترح علي أن نلتقي في تونس. عند أول لقاء لنا في تونس احتفى بي كثيرا، في الليلة الأولى اكتشفت أن عنده مشاكل في الجماع, تأكد الأمر خلال الأيام العشر التي أمضيناها في تونس لم أهتم كيلا أجرح شعوره و أكدت له أني أحب فيه الرجل لا الذكر لكنه كان يبدو متوترا وغير راض لم أحاول التوسع معه في الموضوع لأني كنت أخشى غضبه. و فوجئت به في الليلة الأخيرة يتهمني بأني لست بكرا و كذبت عليه، وأن هذا يسبب له التوتر لم أتقبل هذا الوضع صرخت في وجهه وبكيت و قلت له إن الله سيحاسبه على ذلك حاول مكالمتي في تلك الليلة وفي اليوم التالي, وكان يوم رجوعنا لكنني لم أقدرعلى ذلك كل ما كنت أفكر به هو كيف أبرئ نفسي. رجع إلى كندا ورجعت إلى بيت أهلي لم أنبس بكلمة لأنه استظهر علي إذا قلت شيئا مما جرى، أول شيء فعلته ذهبت إلى طبيبة نساء عسى أن تأتيني بجواب يقنعه, بعد فحصي أكدت لي أني ما زلت أحتفظ بمجمل غشاء بكارتي وإن بي جرحا فقط أخبرته وكلي أمل أن ننهي هذا الكابوس لم يصدقني اقترحت عليه أن أذهب لطبيب من اختياره لم يعط جوابا, جل ما كان يقدمه كحل هو أن أعترف بأن معه حقا ولن يعود للموضوع أبدا، وهذا ما لم أقبل به بعد ستة أشهر من المعاتبة والمعاندة والمساومة. أخبرت أهلي, اشتكى لهم أني لا أحترمه وأعاند معه وهذا ما لا يطيقه و لم يذكر شيئا عن شكوكه في بكارتي و ما اعترفت به عن علاقتي. ثم صرح بعد ذلك عن رغبته في الطلاق, لم أصدق أن يؤول الأمر لذلك, لأني ما زلت أكن له حبا و مودة. استجاب لتشبثي به و طلب مني أن أمهله أسبوعين. كاتبني خلالهما متقمصا شخصية وكيل من لجنة الهجرة بكندا.اقترح أن يرسل لي الورقة اللازمة لأخد الفيزا على أن أتنازل عن العيش مع الضامن الذى هو زوجي , وأقنعت نفسي أنه لا يمكنهم أن يفرقوا بيننا لأن ما يجمعنا هو عقد شرعي لا يفك إلا على يد قاض مسلم, و خمنت أنهم ربما يتكلمون عن التخلي عن الوصاية المالية, و أجبت بالايجاب. بعدها تلقيت من زوجي بايمايل مكتوب فيه أنت طالق طالق طالق. شرحت له لم يصدقني سحب الملف من مكاتب الهجرة. و أصبحت معلقة لأنه لا يمكنه الدخول للقيام بالإجراءات للطلاق. كنت أكتم في نفسي أملا أن يصلح القدير ذات بيننا. تضرعت لله و استغفرت و تبت لله و علمت أن ما عند الله لا يأتي إلا بطاعته وأنه سبحانه لن يجعل لي مخرجا إلا بالتقوى و الاحتساب. حاولت التقرب لله بالصلاة والدعاء وعلمت أن زوجي هو جنتي و ناري زيادة أن له في قلبي حبا ومودة ويشق علي كثيرا فراقه و أجد في نفسي عزيمة للصبر عليه. بدأ يحثني على أن أطلب الطلاق لأنه الحل الوحيد. حاولت أن أقنعه بالعدول عن ذلك لأني ما زلت أكن له المشاعر و اعترفت له أني أتحمل مسؤولية ما جرى لأني تكلمت عن ماضي و زرعت الشك في قلبه وعرفت حقه علي لكني لن أعترف بما لم أفعله. قال إن تديني شيئا يخصني و أني تصرفت بلا نضج وأن قناعته بعدم بكارتي لن يتزحزح عنها., واتهمني أني أماطل لرفع قيمة النفقة, توجهت حينها لمحامية لرفع دعوى الطلاق. وفي عيد الأضحى أرسلت له هدية بمناسبة عيد ميلاده ودعوت الله أن يتقبلها بصدر رحب. كاتبني إثر ذلك وبما أننا كنا في عطلة لم يكن لدي اطلاع بما اقترحه, ثم اتصل بي هاتفيا و سألني ما الذي يمكن أن أقوله ليغير رأيه, وصل بي أن أقول له إن هذا قراره, أخبرني أنه لا يريد أن يتكلم عن مشكلة البكارة و بدأ يعاتبني عن طريقة معاملتي له في تونس عندما واجهني وفي المطار, توترت و قلت له إنني دائما و أبدا المسؤولة عن كل شيء. فأقفل و لم يعاود الاتصال, عندما أخدت علما بما كتب لي كيف أنه سر بهديتي وأنه يقترح أن يغير رأيه و لكن بشروط, عاودت الاتصال به, وشرحت له أني لم يكن لي علم بما اقترحه. قلت له إني أعترف بأخطائي وأني مستعدة أن أخدمه طول حياتي حبا له, سألني ما يضمن له ذلك, وطلب مني أن أذهب لأخيه ليشهد على قولي وأنه لا يستطيع أخد قرار وحده وسوف يقوم بصلاة استخارة, أردت أن أشرح له سبب يأسي عندما كلمني بالهاتف أن كلامه كان جافا, قال إنه صريح وأن كل الذي مر بيننا من حب و مودة لم يكن ألا "أوهام" و أن اقتراحه كان من باب الإنسانية لا غير.اعتصرني الألم وانتهى بي الأمر أن اصرح له أنه بالنسبة لي ليس هناك زواج يقوم على هدف إنساني فقط، وأن كل ما فعلته من أجله كان حبا وعدنا إلى نقطة البداية و الطلاق، أحتاج إلى نصيحة قلب مؤمن علامة في أمور الدنيا و الدين، و قد يكون جنديا من جنود الله تعالى في إصلاح ذات بيننا. جعلها تعالى في ميزان حسناتكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الرجل قد قصد إيقاع الطلاق بالإيميل الذي أرسل إليك على بريدك فالطلاق واقع ولازم له وهو ثلاث فتبيني منه بينونة كبرى على الراجح ما لم يكن قصده التأكيد بتكراره للطلاق، فإن كان قصد التأكيد فله إرجاعك إلى عصمته قبل انقضاء العدة، وأما إن لم يكن قصد إيقاع الطلاق بما كتب فالذي اتضح لنا من خلال معاملته إياك أنه لا يريد بقاءك معه، وأن العشرة بينكما يغلب على الظن استحالتها.
وبناء عليه فننصحك بتفويض الأمر لله تعالى والرضي بالطلاق ولعل الله يرزقك خيرا منه، وليس في وسعك أكثر من هذا ما دام الرجل قد طلق ولا يريد الرجوع أو طلق ثلاث مرات.
كما ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بهذا الموقع.
والله أعلم.