عنوان الفتوى : مصير والد النبي صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تثبت في الصحيحين ( إن أبي وأباك في النار ) هل المقصود بهذا الحديث عبد الله بن عبد المطلب ؟ وما ذنبه ليكون في النار مع أنه من أهل الفترة ؟ أفيدوني أفادكم الله .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالحديث رواه مسلم وأحمد وأبو داود عن أنس رضي الله عنه ولم يروه البخاري، فنسبة ‏السائل الحديث إلى الصحيحين خطأ، وأما بالنسبة لأبي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه من ‏أهل الفترة، ولأهل العلم فيهم أقوال: ‏
‏1- قال بعضهم هم في النار، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ‏ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48). ‏
‏ 2- وقال آخرون: هم معذورون، لقوله تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ ‏فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ‏‏(الاسراء:15). ‏
‏ 3- وقال آخرون إنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن جابوا فهم في الجنة وإن لم يجيبوا فهم ‏في النار، لحديث الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أربعة يوم ‏القيامة…وذكر منهم رجلاً مات في فترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ ‏مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ‏لكانت عليهم برداً وسلاماً" رواه أحمد. وهذا القول الأخير هو الأقرب، لأن فيه جمعاً بين ‏الأدلة.
وأما أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث السابق يدل على أنه في النار مع أنه ‏من أهل الفترة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن الله علم أنه ممن لا يجيب. قال ابن كثير ‏رحمه الله في البداية والنهاية: (وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ‏ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم ‏يمتحنون في العرصات يوم القيامة، كما بسطناه سنداً ومتناً في تفسيرنا عند قوله تعالى : ‏‏( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا ) [ الإسراء: 15]. فيكون منهم من يجيب ومنهم من ‏لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة). اهـ.‏
وقيل لأنه - ومن معه - بلغهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام فلا يعذرون وقيل المراد بالأب عمه أبو طالب والعرب تطلق الأب على العم
والله أعلم