عنوان الفتوى : يريد خطبة امرأة ولكن أخاه متعلق بها ويحادثها على الشات
مشايخي الأعزاء الفضلاء.. أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، أعمل مهندسا في شركة هندسية في فلسطين، يوجد لي أخ في الثانوية العامة (توجيهي كما عندنا تعرف في فلسطين)، منذ حوالي أربعة أشهر لاحظت أنه متعلق في ابنة خالي التي تصغره بسنة، كان (ولا زال) كثيراً ما يسرح، فاتحته في الموضوع منذ لحظتها لكي أنصحه وأرشده بكوني أخاه الأكبر سنا (نحن إخوان اثنان فقط) خوفا مني على ثانويته العامة وعلى عواقب هذا الحب وما يدمر في نفسيات الشباب، علما بأن علاقتهما ببعض لا تتعدى الشات عبر الماسنجر، لقد شعرت في استجابة من حديثه وارتحت لذلك كثيراً، وبالفعل لم ينزل بعدها على الشات باقي فترة الفصل الأول، كنت مبسوطا وسعيداً به جداً. ولكن في عطلة الفصل الثاني، كنوع من الترفيه عن النفس، نزل على الماسنجر والتسلية مع أصدقائه، فلم أقتنع بحديثه، فقمت بتنزيل برنامج مراقبة على الكمبيوتر وعرفت كلمة المرور وأصبحت أراقب حديثه دوما وأراقب مع من يتحدث، وبالفعل حدسي في محله، فهو يتحدث معها يوميا، لم يصارحوا لبعض في حبهم، ولكني أشعر بذلك من كلامهم ومن تصرفاتهم، يوميا يتكلموا سويا عبر الماسنجر، ولساعات مطولة ومتأخرة من الليل، أصبحت قلقا عليه كثيراً والحقيقة بأني محتار في التصرف معه وذلك لعدة أسباب، الأهم والرئيسي أني أنتظر في الفتاة نفسها حتى تنهي الثانوية العامة حتى أقوم بخطبتها، فجميع مواصفات الزوجة الصالحة أحسبها فيها والله تعالى أعلى وأعلم، علما بأن هذا الموضوع لم أكلم به إنساناً، فهو في قرارة نفسي فقط فهناك تضاربات عندي وقلق حيرة، فبالتالي أنا حاليا غير قادر على أن أنصحه لأني أخشى أن أكون أنصحه لمصلحة نفسي وأشهد الله أني أنصحه ليس بذلك ولكن وساوس الشياطين تدخل هذا الشك في قلبي فلا أستطيع الحديث معه، فماذا أفعل مع أخي، وماذا أفعل مع نفسي، وأنا لا أشعر بغيرة شديدة تجاه ذلك، دائم القلق، أعلم أن الزواج نصيب ولكن يجب على الإنسان أن يبحث عن الزوجة الصالحة، فهي الزوجة الصالحة، وهي التي مال إليها قلبي، فهل كون أخي مال إليها ألغي هذه الفتاة من قلبي أم ماذا، وهل إن هي مالت له أيضا ألغيها من بالي، فهي دائما في بالي وفي فكري، فالمشكلة توجد عندي، بغيرتي الشديدة، وعدم قدرتي على التحمل حتى يكتب الله لي الزواج، فأنا لست بقادر على أن أرتبط الآن، أرشدوني بارك الله فيكم؟ وجزاكم عنا كل خير.. أريد أن أحيطكم بقليل من المعلومات عن هذه الفتاة، إنها أولا ذكية جداً ولماحة، وتخشى الله كثيراً وجميلة فاخترتها لتقواها ولذكائها... وإن أردتم أي تفاصيل إضافية أرجوكم شديد الرجاء بأن تبعثوا لي إيميلا معينا أقوم بإرسال التفاصيل لكم، ويا حبذا لو هناك رقم هاتف أتصل به وأزودكم في التفاصيل. أخوكم في كربة شديدة، مع العلم بأني بفضل الله عز وجل أجمع بين صيام سيدنا داوود وكل اثنين وخميس والأيام البيض، أطبق صيام سيدنا داوود أسبوعا بعد أسبوع، وبحمد الله أصلي جميع الصلوات في المسجد عدا أوقات الدوام، وأقوم بالتهجد نصف الأسبوع بفضل الله، فأرشدوني بارك الله فيكم؟
خلاصة الفتوى:
لا يجوز التجسس على المسلمين، وغيرة المسلم يجب أن تكون لله، ولا حرج في خطبة بنت الخال هذه خصوصاً إذا تابت من هذه الممارسة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
للرد على هذا السؤال تجدر الإشارة إلى الأمور التالية:
1- أن قيامك بتنزيل برنامج المراقبة على الكمبيوتر، ومعرفتك لكلمات المرور عند أخيك ومراقبتك لحديثه... هي من التجسس وقد ورد النهي عنه في صريح الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا تجسسوا ولا تحسسوا... الحديث.
وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته.
2- أن محادثة الرجل المرأة أو المرأة الرجل عن طريق الشات وغيره من الوسائل ينطوي على مخاطر عظيمة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1932، والفتوى رقم: 18297.
3- أن واجب المسلم هو أن تكون غيرته للدين وانتهاك حرمات الله، لا لأن غيره سبقه إلى ممارسة غير مشروعة، فكان من واجبك أن تقصد مرضاة الله بنصحك لأخيك، وأن يكون غضبك وحزنك لأن أخاك مستمر على ممارسة آثمة، يشترك فيها مع بنت خالك.
4- أن قولك: إن جميع مواصفات الزوجة الصالحة تحسبها في هذه الفتاة... يتناقض مع قولك إنها لا تفتر عن الحديث عبر الشات مع أخيك، وأنهما يستمران كذلك لساعات مطولة ومتأخرة من الليل.
5- أن واجبك هو الاستمرار في نصح أخيك بالابتعاد عما لا يجوز.
6- ابنة خالك هذه إذا تابت من هذا الذنب ورأيت فيها الصلاحية لأن تكون زوجة لك، فلا مانع من خطبتها عند أهلها، ثم الزواج بها، ويستحسن أن يكون ذلك بعد استخارة الله تعالى واستشارة أهل الخبرة في علوم المجتمعات، لكون نفس أخيك قد تعلقت بها ونفسها قد تعلقت به لا يؤمن معه أن تظل الوساوس تطاردك في شأن علاقتها بأخيك، كما أنه قد يوسوس إليه الشيطان بأنك ربما نصحته بالبعد عنها من أجل أن تستأثر أنت بها وتتزوجها.
والله أعلم.