عنوان الفتوى : اختيار الزوجة لا يبنى على مجرد العواطف

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر والحمد لله وفقني ربي إلى إتمام التعليم الجامعي، والحمد لله حظيت بوظيفة محترمة، وقبل كل هذا وفقني الله إلى الالتزام، حيث إنني ملتزم إلى حد ما، كما أن لي نشاطا اجتماعيا في جمعية كفالة الأيتام بالقرية التي أعيش فيها، ومعروف بالالتزام بالقرية التي أسكن فيها. وطوال عمري وأنا أحلم بإنسانة أحبها وتحبني، ونستطيع معا أن نكون أسرة سعيدة، وكم عشت أياما وليالي أحلم بهذه الفتاة التي ستشاركني بناء هذه الأسرة، وكيف سأسعدها وأحافظ عليها، والحمد لله لم يكن لي أي علاقات مع أي فتاة، سواء بالمرحلة الثانوية أو الجامعة؛ وهذا يرجع إلى التزامي. كما أنني خجول بعض الشيء، غير أنه قد يحدث أن أنظر إلى إحدى زميلاتي وأتحدث بيني وبين نفسي أنها من الممكن أن تكون هذه الفتاة التي أكمل معها الطريق حتى النهاية، وتمضي الأيام ويمضي الحلم دون حدوث أي شيء، حتى قابلت هذه الفتاة، حيث إن أصلها من القرية التي أعيش فيها، وهي تقيم في القاهرة وتأتي في الإجازة والأعياد، وبدأ قلبي يتعلق بها. لا أخفي عليك فهي شديدة الجمال، وسألت عنها وعرفت من هي، وسألت صديقا لي عنها فنصحني بالابتعاد عنها؛ حيث إنها فتاة (لعوب) كان هذا الأمر منذ عامين أو أكثر، ومع ذلك لم أستطع أن أنساها، وبدأت التفكير فيها بصورة كبيرة جدا، وكلما نظرت إليها أو قابلتها في الشارع أحسست أن هناك شيئا يربطني بها، وأنها تبادلني نفس الشعور. مع العلم أنه من الواضح أنها متحررة بعض الشيء، فملابسها غير مناسبة وضيقة، وأنا لا أرضاها لزوجتي، وأغفر لها وألتمس لها العذر؛ حيث إنها تربت بالقاهرة، وأقول إن شاء الله سينصلح حالها عندما نتعارف، ونبدأ معا صفحة جديدة لنبني أسرة مسلمة ملتزمة، وأخذت أدعو الله أن يرزقني زوجة صالحة تعينني على أمر آخرتي ودنياي. وكلما دعوت الله دعوته أن يقدر لي هذه الفتاة زوجة صالحة لي، وأن يقدر لي الخير فيها، ومنذ أيام كنت أسأل أحد الأشخاص عنها في أي مرحلة هي الآن؟ فأخبرني أنها في الفرقة الثالثة من الكلية، وبعد يومين وجدت خال هذه الفتاة يخبرني أن الشخص الذي كنت أساله أخبر والد الفتاة أني أريد أن أخطب ابنته، وأن الأسرة ترحب بذلك، والفتاة أيضا. كما أنه يتشرف بذلك، وأخبرني أنه يعدّني من أفضل شباب القرية، إن لم أكن أفضلهم، لا أستطيع أن أصف حالي في هذه اللحظة من سعادة غامرة، حيث إنني كنت أظن إذا تقدمت أن أسرتها لن توافق أو حتى الفتاة لن توافق، وأحسست أن الله قد استجاب لدعائي طوال الفترة الماضية، وتلعثمت في الكلام فلم أستطع أن أرد على خال الفتاة؛ حيث إن ذلك لم يحدث، وأخبرته أن ذلك لم يحدث، وأنني أسأل فقط، وكنت قد قابلتها في الشارع قبل أن يخبرني خالها بما حدث. لقد فوجئت بنظرات مختلفة منها لم أفهمها إلا بعد أن أخبرني خالها بما حدث، وأحسست أنها كانت نظرات القبول، وعندما عدت إلى المنزل بعد المقابلة مع خالها لم أستطع النوم، وأحسست أن الله يلقي إلي بها في طريقي، كأنه يقول لي لقد استجبت دعوتك فأكمل الطريق، واتصلت بصديقي الذي كان قد نهاني عنها في المرة السابقة وسألته عنها بصراحة لماذا نهاني عنها؟ فأخبرني أنها كانت على علاقة بشاب ما، والآن انتهت هذه العلاقة. وسألته عن سبب إنهاء العلاقة فأخبرني أنها طلبت من هذا الشاب أن يقبلها وهو رفض؛ حيث كان يحبها بإخلاص، وقال إنها ما دامت تطلب ذلك مني فقد طلبته من آخرين وانتهت العلاقة. المهم، استخرت الله وسـألت أحد المشايخ فقال تقدم واشترط أن تجلس معها أولا وحدثها عن كل ما في نفسك وحبك لها، وتحدث عن كل شيء، الملبس وطريقة المعيشة، وكل ما يخص الحياة القادمة، وقمت بالتحدث مع أسرتي وأخبرتهم أن الموضوع حدث بطريق الخطأ، ونستطيع أن نجعله حقيقة، ولكن الأسرة رفضت وكان اعتراضهم أنني لم أكتمل ماديا بعد، وكذلك أن أسرة الفتاة أسرة متكبرة. أصبحت الآن في حيرة من أمري، لا أخفي عليك أنني لو تشبثت برأيي مع أسرتي، أستطيع أن أكمل الموضوع، ولكن ما قاله صديقي يقف حائلا بيني وبين ذلك، لا أستطيع أن أصف لك حالتي، الآن أحس أن حلم عمري يضيع من بين يدي، حيث إنني لا أستطيع أن أتزوج بالطرق التقليدية، وهذه الفتاة أحبها منذ فترة طويلة، وما دعوت الله إلا ودعوته أن يقدر لي هذه الفتاة ويقدرها لي زوجة صالحة، إننى الآن أستيقظ من النوم مفزوعا كلما تخيلت أنها ستمضي من بين يدي، ويصيبني القلق كلما فكرت فيما أخبرني صديقي! الآن الموضوع توقف ولكن لا أستطيع أن أنساها، فكرت أن أذهب إلى الجامعة وأحدثها بما في نفسي؛ حيث إنه حتى الآن هي لا تعلم مقدار حبي لها حيث إن الموضوع الآن عندها قد حدث بالخطأ وانتهى، لا أستطيع أن أخبرك إلا بشيء واحد هو أنني أحب هذه الفتاة بجنون، وأريد أن أكمل معها وأخشى من هذا الماضي. فماذا أفعل وكيف؟ وهل أتراجع عن حلمي بعد كل هذا الدعاء والحب؟ أم أمضي وأتوكل على الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يفرج همك، وأن ييسر لك زوجة صالحة تقر بها عينك، واعلم أن من تمام التوكل على الله أن يبذل المسلم الأسباب، وبما أن الحياة الزوجية مشوار طويل فلا ينبغي للمسلم أن يبني اختياره للزوجة على مجرد عواطف قد ينهدم بعدها بنيان الحياة الزوجية، ولا نعني بهذا أن لا تتزوج من هذه الفتاة ولكننا نريد منك التروي وسؤال الثقات ومن هم أعرف بها، فإن أثنوا عليها خيرا فينبغي أن تصارحها وبحضور أحد محارمها برغبتك في لبسها الحجاب واستقامتها على دينها، فإن رضيت بذلك والتمست منها صدقا فاستخر الله تعالى في زواجك منها وتقدم لخطبتها وسييسر الله لك ما فيه الخير، وإن تبين لك أنها ليست مرضية في دينها فدعها فالنساء غيرها كثير، وما تشعر به من حسرة بعدم زواجك منها فتسلى عنه بمثل قول الله تعالى:  وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.

وفي واقع حياة الناس كثير من الزواج الذي كان أساسه هو مجرد هذا الحب العاطفي وكان مصيره الفشل، وراجع في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.  

أسئلة متعلقة أخري
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة