عنوان الفتوى : رفض الخاطب لنسبه أو لصفة غير حميدة فيه
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة مخطوبة من 8 أشهر والمشكلة أني من يوم ما خطبت والناس يلومونني لماذا استعجلت على الخطوبة والسبب أن خطيبي مولد من أم حبشية وهذا كان لا يؤثر في لأنه طيب وملتزم وهذا على ما سمعت من الناس طلب من والدي أنه يتكلم معي بالتليفون ووافق والدي حتى أتقرب منه أكثر وبدأ يتكلم معي بالتليفون الأيام الأولى بخجل وهذا ما زاد إعجابي فيه وبعد شهرين من الخطوبة تفاجأت بأن كلامه معي تغير وبدأ يتكلم عن الجنس كنت أطلب منه أن ينهي المكالمة وما يرضى وللآن وهو يزعجني بهذا الكلام لدرجة أنه دخل الخوف في من الزواج، أما المشكلة الثانية اكتشفت أنه بخيل وما أثبت لي هذا أول هدية أهداني كانت بسيطة جدا جدا ولم يهدني بعدها شيء وفي أغلب الأحيان يطلب أني أنا أتصل فيه بحجة أن تليفون بيتهم استقبال وكذلك حين طلبت منه أن نعمل شهر العسل في مصر قال لي إن السفر مكلف وجلس يحسب لي تكاليف السفر وأنا قلت له في ذلك الوقت أنا سوف أتكلف بالمصاريف وأيضا بتذكرتي وهو عليه تذكرته لم يرفض الفكرة لكن قال لي أجليها بعد شهر العسل للعلم أني موظفه أشتغل براتب جيد جداً وراتبي أحسن من راتبه وطلب مني مواصلة العمل بعد الزواج، توجد واحدة قريبة من أهله قالت إن البخل موجود في العائله وأنا الآن محتارة لا أعرف كيف أتعامل، وهل أنا على صواب أم كلام الناس هو الذي أثر في فأنا لا أحب الإنسان البخيل وهل النسب هذا سوف يظلم أولادي في المستقبل، للعلم بأن العرق باين فيه أنه مولد والله أنا لا أشمت فيه ولكن أنا خائفة أني ما أقتنع فيه بعد الزواج لأني طلبت من أهلي أن يفسخوا قالوا لي سوف يأتي الحب بعد الزواج وأنا أخاف أن الحب هذا ما يجيء برغم أن أهلي هم أيضا غير مقتنعين فيه بالذات إخواني والسبب أنه مولد وأنا في الأول ما كان يهمني غير رأي أبي وأمي وهم من أقنعني على الخطوبة وأنا الآن دائما أستخير الله في هذا الموضوع وللأسف لا أحس بأي شيء لكن ما يدور في نفسي أني الآن غير مقتنعة فيه وبصراحة محرجة من مواجهة الناس فيه ولا يعلم بحالي الآن إلا الله صحتي تتدهور وجسمي أصبح نحيلا والقلق لا يفارقني وخائفة أفسخ يبتليني الله ويجيء نصيبي لواحد أخس منه، ساعدوني ودلوني لما فيه الخير؟ جزاكم الله ألف خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن المعتبر في الكفاءة هو الدين والخلق، وعليه فلا ينبغي رد هذا الخاطب لمجرد أمر يتعلق بنسبه، ومع هذا فإذا خشيت المرأة أن يلحقها أو يلحق أولادها عار بسبب هذا النسب فرفضت الخاطب لهذا السبب فلا حرج عليها في ذلك، خاصة وأن القول باعتبار النسب له حظ من النظر، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 95667.
ولا حرج على المرأة في الأصل أن تفسخ الخطوبة ولو لم يكن سبب، وأولى إذا وجدت من الأسباب ما يسوغ لها ذلك كاطلاعها على بعض الصفات غير الحميدة في الخاطب، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 73344.
ومع هذا كله فإننا ننصحك بالتريث وعدم التعجل إلى فسخ هذه الخطبة، ولا سيما أنك قد ذكرت موافقة والديك عليها، وعليك بالاستخارة في الأمر وسيقدر الله لك ما فيه الخير، وراجعي كيفية الاستخارة في الفتوى رقم: 19333.
ولو رأيت في نهاية المطاف أن تفسخي هذه الخطبة فلا حرج عليك في ذلك ولو مع معارضة والديك، إذ ليس لهما الحق في إلزامك بالزواج ممن لا ترغبين فيه.
وننبه في ختام هذا الجواب إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته فلا يجوز له التحدث معها إلا وفقاً للضوابط الشرعية وبقدر الحاجة، وأما أن يتحدث معها بشأن المعاشرة فإن ذلك محرم تحريماً شديدا إذ لا يؤمن معه الانزلاق إلى ما وراء مجرد الحديث.
والله أعلم.