عنوان الفتوى : من عصت ثم تابت فللرجل المستقيم أن ينكحها
تعرفت على فتاة بموقع للزواج وصارحتنى بأنها لا تستحقني فألححت لمعرفة السبب فقالت إنها لا تستحقني كزوج لأنها أخطات وتجردت من ملابسها على الكمبيوتر....أعتقد أن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الأنترنت لا يعد سبيلا صحيحا للتعرف على الزوجة؛ ففضلا عن المفاسد المترتبة على ذلك، فهو طريق غير موثوق به، حيث إنه لا تدرك من خلاله حقيقة المرأة ولا أخلاقها. فقد تذكر الفتاة عن نفسها أنها متصفة بأحسن الصفات وأفضلها وهي بخلاف ذلك...
ثم إن هذه الفتاة قد أخطأت خطأ كبيرا، ليس فقط في أنها تجردت من ملابسها على الكمبيوتر –ولا يخفى ما فيه من القبح-، ولكن لأنها أيضا قد جاهرت بهذا الذنب. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
ومن هذا تعلم أن الإناث اللاتي قلت إنهن يرتكبن المحرمات ويزدن عليها بأنهن لا يعلنَّها...، هن أحسن حالا من هذه التي ارتكبت الذنب وأعلنته.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- الصفات التي تنكح لها المرأة، وأكد على أن الدين هو أولى تلك الصفات بالاعتبار. جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فإذا كانت الفتاة المذكورة ذات دين، وقد تابت من الذنب الذي ارتكبته، فإنها تستحق الزواج من رجل محترم، مثلها في ذلك مثل سائر النساء المتدينات.
والله أعلم.