عنوان الفتوى : خطبة المخطوبة التي ركنت إلى خاطبها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب أعزب أعرف فتاة تحبني كثيراً وتريد الزواج بي، لكن أنا لم أصرح لها عن مشاعري, والآن سمعت أن هذه الفتاة خطبت إلى شاب آخر فقط لأنها وصلت إلى السن المناسبة للزواج وهو أفضل الموجود ولو علمت بحبي لها ورغبتي بالزواج منها لانتظرتني، وأنا محطم تماماً وأشعر بالاكتئاب لأني أحبها كثيراً وهي لا تعلم ذلك، مع العلم أن كلا العائلتين سوف تبارك زواجنا، وهل من العدل أن لا نتزوج بعضنا فقط لأني كنت متردداً في السابق، لأني أحس بأن هذا عقاب شديد وأن الله غفور رحيم فلم لا نجتمع ثانية لأنه لا يوجد أي مبرر لافتراقنا وكل منا يريد الزواج من الآخر، الآن لا أعرف ماذا أفعل، هل أخبرها بحبي وأني أريد الزواج بها لأنها على الأغلب سوف تفسخ خطوبتها لتتزوج بي وبهذا أكون قد أخذت بالأسباب وأتوكل على الله، أم أكتفي بالدعاء عسى أن يعيدها الله إليَ بقدرته أم هذا يدعى تواكل، أين أنا الآن بين التوكل على الله والتواكل، وماذا أفعل، أنا تائه تماماً وأحس بندم شديد على ترددي ولن أسامح نفسي إذا خسرت هذه الفتاة فهذا ظلم لي ولها؟ ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت الخطبة قد تمت وحصل ركون بين الخاطب والفتاة أو ولي أمرها فلا تجوز لك خطبتها ولا تحريضها على فسخ خطبة خطيبها بذكر إعجابك وحبك لها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر. رواه مسلم. وانظر لذلك الفتوى رقم: 18625، والفتوى رقم: 25922.

واسأل الله أن يرزقك خيراً منها فإنك لا تدري ما فيه خيرك أو شرك، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية دواء العشق انظر الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.

فتركك لهذه الفتاة المخطوبة وإعراضك عن موضوعها هو الواجب كما علمت، وليس فيه ظلم لها ولا لغيرها، وإنما الظلم في خطبتها أو تحريضها على فسخ خطبتها، وليس أيضاً من التواكل، والفرق بين التواكل والتوكل ينظر في الفتوى رقم: 53357، والفتوى رقم: 96594.

والله أعلم.