عنوان الفتوى : الخطبة على الخطبة ينجم عنها الشقاق بين الأسر
مشكلتي هي أني على علاقة عاطفية مع خطيبة ابن خالتي وهي تحبني وأنا أحبها ونريد أن نتزوج ولكن ذلك سوف يقطع صلة الرحم بالنسبة لابن خالتي كما أنها لا تقدر أن تفسخ خطبتها به فهي مرغمه عليه وسوف يقتلها أهلها إذا حاولت أن تفسخها. أنا وهي نفكر بالفرار من أهلي وأهلها ونتزوج . أنا في حيرة شديدة إذ إني أحبها وأعلم أني أخطأت من البداية ولكن ماذا أفعل هل أتزوجها ونبتعد أنا وهي عن أهلنا أم أتركها ولا أعلم ماذا سيحدث فهي تقول إنها ستنتحر إذا فعلت ذلك . ومن ناحيه أخرى أخشى أن أتركها وأسافر بعيدا عنها فتتزوج ابن خالتي وهي لا تحبه ضميري يؤنبني ماذا أفعل بالله عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تتقي الله تعالى، وتبادر بقطع علاقتك بهذه المرأة، ذلك لأنها امرأة مخطوبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر. رواه أحمد ومسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، فكيف إذا كان خطيبها هو ابن خالتك؟ فمما لاشك فيه أن إقدامك على الزواج منها سيؤدي إلى قطع الرحم بين أسرتيكما. قال في فقه السنة تعليقاً على الحديث السابق: وقد ينجم عن هذا التصرف الشقاق بين الأسر وترويع الآمنين.
وفوق ذلك فإن هذه المرأة أجنبية عنك فلا يجوز لك أن تقيم علاقة عاطفية معها، أما بالنسبة للمرأة فإذا لم تكن راغبة في خطيبها فعليها أن تشاور وليها، وتخبره بذلك، وتحاول إقناعه بعدم رغبتها في الزواج منه، وليس لوليها أن يجبرها على الزواج من رجل لا تريده، وإن كان الأولى لها أن ترضى بالرجل الذي اختاره لها وليها، لا سيما إن كان ذا خلق ودين.
ومن المعلوم أن الانتحار ليس حلاً لمشكلتها بل يؤدي إلى خسارتها لدينها ودنياها.
والله أعلم.