عنوان الفتوى : فسخت الخطبة وتريد العودة إلى خطيبها السابق
أنا فتاة مسلمة اسمي فاطمة تخرجت من الجامعة وأعمل حالياً.. تمَت خطبتي إلى شاب مواصفاته جيدة بشكل عام وخلال بضعة أشهر تعرفت على معظم صفاته وكانت مناسبة من حيث الأخلاق والدين والعمل... وطبعاً كنت دائماً آخذ بعين الاعتبار أن الكمال لله وحده وأغض النظر عن بعض العيوب التي أجدها فيه, وهو أحبني كثيراً وتعلَق بي، لكن بقي لدي مشكلة لم أستطع تجاوزها وهي أنه كان يمزح بطريقة فظة وتسبب الإحراج والإزعاج أحياناً لبعض الناس, وأنا كنت ألاحظ ذلك وأحس بالحرج من خطيبي أحياناً, وهو لا يشعر بأنه يسبب لهم الحرج بل يعتبر ذلك تعليقا عاديا, وعندما يعلم أنه أحرج شخصا ما كان يشعر بالحزن... وكان خطيبي يقول لي إنه مستعد لأن يغير في نفسه حتى نكون سعداء, لكن كلنا نعلم أن الطبع يغلب التطبع وأن بعض العادات لا تتغير أبداً. وكنت خلال فترة الخطوبة أصلَي الاستخارة بشكل دائم وأدعو الله أن يختار لي الخير ويهديني إليه، ولقد تعلق قلبي بهذا الشاب لكن بعقلي كنت أرى بعض الصفات التي جعلتني أتردد، وبعد فترة فسخت الخطبة وهو كان حزينا بقراري لأنه يحبني وطلب مني التريث, لكني قلت في نفسي إذا انتظرني هذا الشاب حتى العام القادم وتقدم لخطبتي ثانية فهو نصيبي وسوف أقبل به, أما إذا تزوج فهو ليس نصيبي، وكنت حزينة جداً بقراري هذا لكني أرغمت نفسي عليه وأنا أقول إني استخرت الله وما خاب من استخار... بعد فترة قصيرة سمعت أنه خطب فتاة أخرى وأن الزفاف قريب، والآن أنا في حيرة من أمري, فقد مضى على فسخ الخطوبة عدة أشهر ولم يخرج هذا الشاب من تفكيري لحظة واحدة وأنا متعلقة به كثيرا ًوأحس بالاكتئاب الشديد وقد أثر هذا على حياتي وعملي بشكل كبير، وأحياناً أخشى أن أحس بالندم مع أنني استخرت الله، والآن أنا أريده أن يرجع لخطبتي مرة ثانية أو على الأقل أن يعرف أني أحبه ولكن لا أعرف كيف؟ لأن حيائي وكبريائي يمنعانني من الاتصال به وإخباره بذلك, وبنفس الوقت أفكر هل إذا علم أني متمسكة به سيعود إلي أم لا لأنه لم يكن يعرف مشاعري تجاهه فترة الخطوبة, وربما اعتقد أني لا أحبه لذلك تركته، أنا أصلي دائماً وأقرأ القرآن وأفعل ما بوسعي لأتقرب من الله وأدعو علَه يهديني وربما يعيده إلي، لكن لا أزال تعيسة وأفكر أنه إذا كان كل منا يريد الآخر هل نفترق فقط لأني كنت خائفة في فترة من الأوقات ولم أخبره بمشاعري أو لم أعطه فرصة كافية وربما ظلمته ولم أتخذ القرار الصحيح, لكن الله غفور رحيم. أعلم أن كل شيء بيد الله وأنه قادر على كل شيء وأصبَر نفسي بأن أقول إن الله سوف يعيده إلي إذا كان خيراً لي, وإذا لم يكن خيراً سوف يعوضني بشخص آخر هو الخير لي حتى لو كنت الآن لا أرى ذلك، ثم أقول ثانية (اعقلها وتوكل) وأين ينتهي دوري أنا حتى لا أتواكل على الله وأكون قد توكلت بشكل صحيح وأديت ما علي بشكل كامل, فهل يجب أن أحاول الاتصال به لأنه يظن أنني لا أريده, أم أكتفي بالدعاء أم ماذا؟ أنا تائهة تماماً وأرجو أن تساعدوني وتعطوني النصح لأني لا أعرف ماذا أفعل؟ وأسأل الله التوفيق لي ولكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت قد استخرت الله عز وجل ووكلت أمر الخيرة إليه، فربما كان ما حصل هو ما فيه خيرك، والمرء لا يدري خيره من شره، وإنما الخير فيما اختاره الله له، قال سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
فاصرفي النظر والفكر عن ذلك الشاب واعلمي أنه لا تجوز لك محادثته سيما إن كان ذلك لما ذكرت من إبداء إعجابك به وحبك له، وإذا كنت ترغبين في الزواج به فلا بأس في عرض الأمر عليه، والأحسن أن يكون عن طريق أحد محارمك.
وانظري حكم الحب في الإسلام وعمل العلاقات مع الأجانب ولو كانت بغرض الزواج وكيفية دواء وعلاج العشق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13147، 30046، 1909، 17886، 64607.
والله أعلم.