عنوان الفتوى : يريد التقدم لابنة عمته ويخشى رفض أهله

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

أساتذتي الكرام أتمني منكم سماع مشكلتي التي أعتبرها كبيرة نوعا ما بقلب وعقـل. فأنا طالب في إحدي كليات القمة في مجال الطب أبلغ من العمر 22 عاما متدين والحمد لله وأخلاقي طيبة في السنة الرابعة منها للأسف رسبت سنتين بالكلية لظروف عائلية فقمت بكتمان ذلك عن أهلي مما سبب لي حزنا مستمرا وتأنيب ضمير إلى الآن لا يطاق إلا أني والحمد لله نجحت هذه السنة وانتقلت إلى السنة الرابعة بحول الله. مشكلتي تتلخص في أني أحب ابنة عمتي البالغة من العمر 18 عاما وهذا الكلام بدأ منذ شهر 11 الماضي وبالفعل تناقشت مع أهلي بالتقدم لها ورحبوا بالفكرة لكني لم أكن أعلم رأيها وما إذا كانت ستوافق علي أم لا. وعمتي تعتبر مثل أمي تماما وحافظة أسراري (ما عدا حكاية رسوبي هذه) أزورهم أولا بأول فقلت أستشيرها بهذا الأمر من وراء أهلي وأعرف منها رأي بنتها, وبالفعل رحبت عمتي بالفكرة جدا , وأعطتني مهلة أسبوع لحين أن تسأل البنت ثم ترد علي. بالفعل انقضى الأسبوع وهاتفتني وهي حزينة قائلة بأن البنت تعتبرني كأخيها الكبير ولا تفكر حاليـا في الارتباط. وأنهينا الموضوع , وتعهدنا أنا وعمتي أن يبقي هذا الموضوع سرا بيننا. وبعد 8 شهور كاملة أي في شهر 7 الماضي حضر عمي من السفر وقضي يوما عندنا وذهب في اليوم التالي ليقضي اليوم مع عمتي. وكانت المفأجاة: أن قامت عمتي بالتحدث مع عمي في الحوار الذي أنهيناه منذ 8 شهور كاملة بنية أن يكون لعمي خلفية عن الأمر إذا تحدث والدي معه في ذلك وبعد أن أنهت عمتي الحوار تذكرت أنها أقسمت بالله أن لا يعرف أحد الحوار فأخذت تبكي وبشدة وهدأها عمي قائلا بأنه لن يفتح الموضوع مع والدي إلا لوفتحه والدي معه. وحدثت الطامة: في اليوم التالي اجتمع والدي وعمي بمفردهما في شقة عمي وقام عمي - سامحه الله - بقص الحوار بالكامل على والدي وللأسف زاد وقال علي كلاما لن أسامحه عليه مثل أني لا أعمل اعتبارا لأبي وأخطب من ورائه وما شابه ذلك ورجع والدي البيت لم يكلمني نهائيا وأصبح مقاطعني لمدة 3 أيام , رغم محاولتي الحديث معه كما نتعود.. بعد ال 3 أيام: أصيب بذبحة صدرية أدخلته العناية المركزة وقال الطبيب إنها نتيجة التعرض لصدمة نفسية عنيفة من الدرجة الأولي. يومها قالت لي والدتي بالحوار الذي حصل بين عمي وأبي وكيف أن عمي هو من كبر وشعلل الأمر في نفس والدي وأن عمتي السبب الرئيسي في نشر الحوار يومها انهرت تماما حزنا على والدي وصدمت في عمتي التي أعتبرها مثل أمي تماما وعمي الذي كنت أعتبره أخي الكبير وعاهدت نفسي أن لا أكلم عمي وعمتي طالما عشت.. انقضت أيام والدي بالمستشفي على خير وخرج بسلام إلي البيت فكنت له نعم العون والحمد لله ولم أقصر معه وكانت عماتي وعمي يحضرون مرارا لزيارة أبي فكنت أهرب إلى عملي المسائي بعيادة مبكرا لكوني لم أطقهم حينها. واستمر الحال شهر تقريبا وبالنهاية عرفت أن عمتي لم تقصد ذلك بعد أن هاتفتني على الجوال في عملي وحكت لي الأمر وهي تبكي والحمد لله تصالحنا لكن دون علم أهلي للأسف فلم أجد إلى الآن الجرأة أو الموقف الذي من خلالهما أعلن بأن عمتي صالحتني واستمرت علاقتي مع عمتي طيبة للغاية وبنت عمتي التي بالفعل تغيرت معاملتها معي 180 درجة إلى الأحسن في كل شيء. ونتحدث في الهاتف - بعلم عمتي - لمدة ساعة كل أسبوع تقريبا, اطمئنانا عليها وعلى مستواها العملي في الكلية التي دخلتها مؤخرا وتستشيريني في الكثير من المواقف التي تحتاج لبعض الحنكة والعقل.. بل وننافس بعضنا في الطاعات في هذا الشهر الكريم ونحاسب أنفسنا إذا ما وجدنا تقصيرا وبيننا تواصل عبر رنات الجوال كل يوم تقريبا وكل هذا بعلم عمتي طبعا لكن أهلي لا يعلمون. سؤالي أساتذتي وأسف علي الإطالة: بأني أحب بنت عمتي حبا جما, وأدعو الله دائما وأسـأله بأن تكون لي الزوجة الصالحة وأحس من كلامها وتعاملها معي قبول من ناحيتها وأرغب في أن أتقدم لها رسميا بعد سنة أو سنتين لكن المشكلة تكمن في أهلي الذين قد يرفضون هذه الزيجة بحجة أنهم السبب بما جري لوالدي وأن عمتي خانت الوعد والأمانة التي في عنقها لما تحدثت بالأمر والكل للأسف أصبح حساسا للغاية من عائلة عمتي ولا يمكنني فتح أهلي بالأمر الآن فللأسف أنهم يتذكرون دائما الأحداث الصعبة تلك وخصوصا والدتي رغم أن البنت لن أجد مثلها أبدأ لو ضاعت مني. فماذا أفعل أساتذتي؟ أمر أخر سريع أساتذتي: الخوف من عدم تدبير إمكانيات الزواج في أسرع وقت. هل هو قنوط من رحمة الله ؟ حيث إن الهاجس يمر بخاطري من حين لآخر بحجة الغلاء والعمل غير المستقر. وكل عام وأنتم بخير وآسف جدا جدا على الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما عن قولك عاهدت نفسي أن لا أكلم عمي وعمتي فلا يجوز الوفاء به، لأنه معصية لما فيه من قطع لصلة الرحم، ولا يلزمك شيء وانظر الفتوى رقم: 55522

وأما عن الخاطر الذي يمر بك من عدم تدبير إمكانات الزواج وخوفك من أن يكون ذلك قنوطا، فليس ذلك قنوطا فإن القنوط هو اليأس من رحمة الله، وشعور المرء أنه لا يغفر الله له أبدا، وانظر الفتوى رقم:71116 ولكن ينبغي التغلب على مثل هذه المخاوف وأن لا تثني الشخص عن مراده.

وأما ماذا تفعل ليحصل لك ما تريد من الارتباط بابنة عمك، فنرى أن تصارح أهلك بالأمر، وتبين لهم رغبتك في هذه الفتاة، أو أن توسط من يكلمهم ولا تبقي الأمر سرا عنهم، وحاول إزالة ما بقي في نفوسهم على عمتك ، وبين لهم براءتها مما حدث.

ولا ننسى أن نبين لك أنه لا يجوز أن يكون بينك وبين ابنة عمتك علاقة قبل عقد النكاح، لأنها لا تزال أجنبية عنك، فننصحك بالابتعاد عن الحديث معها، لما في الحديث معها من فتح لذريعة الفتنة، والوقوع في المحرم.

ونضيف أنه لا أثر لعلم أهل الفتاة بهذه العلاقة، فعلمهم بها لا يجعلها جائزة.

والله أعلم.