عنوان الفتوى : هل يحضر الشيطان الإنسان عند سكرات الموت
هـــل يأتي الشيطان عند سكرات الموت أم لا، وهل حديث (أحمد ابن حنبل ) صحيح أم لا؟ جزاكم الله كل خير.
خلاصة الفتوى: قد ذكر بعض أهل العلم آثارا وحكايات تدل على أن الشيطان يحضر ابن آدم عند موته ليضله فيختم له بسوء..
فقد ذكر الإمام القرطبي- في كتابه التذكرة في أحوال الآخرة تحت عنوان: باب ما جاء أن الميت يحضر الشيطان عند موته و جلساؤه في الدنيا و ما يخاف من سوء الخاتمة- حديثا بصيغة التمريض فقال: روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن العبد إذا كان عند الموت قعد عنده شيطانان الواحد عن يمينه و الآخر عن شماله فالذي عن يمينه على صفة أبيه يقول له : يا بني إني كنت عليك شفيقا و لك محبا ولكن مت على دين النصارى فهو خير الأديان، والذي على شماله على صفة أمه تقول له: يا بني إنه كان بطني لك وعاء و ثديي لك سقاء و فخذي لك وطاء و لكن مت على دين اليهود و هو خير الأديان. ذكره أبو الحسن القابسي في شرح رسالة ابن أبي زيد له و ذكر معناه أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة وذكر القرطبي حكايات تدل على ذلك.
وقد فسر بعض أهل العلم قول النبي- صلى الله عليه وسلم- في دعائه الذي علمه لأمته ..وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت.. الحديث رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وصححه الألباني- فسروا ذلك بقولهم: أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي، عند الموت: بنزعاته التي تزل بها الأقدام وتصرع العقول والأحلام، وقد يستولي على المرء عند فراق الدنيا فيضله أو يمنعه التوبة أو يعوقه عن الخروج عن مظلمة قلبه أو يؤيسه من الرحمة أو يكره له الرحمة فيختم له بسوء والعياذ بالله.
وعلى ذلك فالشيطان يحضر للإنسان عند سكرات الموت ليضله..
وإذا كنت تقصد بحديث أحمد قصة حضور الشيطان للإمام أحمد عند وفاته فقد ذكرها القرطبي في التذكرة كما ذكر غيرها مما يشبهها، وذكرها أبو نعيم في حلية الأولياء وعلق عليها بقوله: و لأحمد بن حنبل رحمه الله في ذلك سلف حق، كما ذكرها الذهبي في السير وعلق عليها بقوله: فهذه حكاية غريبة تفرد بها ابن علم فالله أعلم.
وهذا يدل على أن في نفسه منها شيئا.
والله أعلم.