عنوان الفتوى : سبب نزول قوله تعالى(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا..)
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم" ما سبب نزول هذه الآية من سورة البقرة في الحديث الشريف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن قول الله تعالى: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}، ليست من سورة البقرة.
وفيما سألت عنه فقد جاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي: .... وأخرج ابن سعد عن أبي عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر في قوله: إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ. قال: ذلك عمار بن ياسر، وفي قوله: وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا. قال: ذاك عبد الله بن أبي سرح.
وجاء في فتح الباري: ... والمشهور أن الآية المذكورة نزلت في عمار بن ياسر كما جاء من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال أخذ المشركون عماراً فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له كيف تجد قلبك، قال: مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد.
والله أعلم.