أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ركائز تنظيم الوقت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعمل بالنهار حتى الثالثة ظهراً، وأعمل بالخليج، وأود أن أدرس دورات في البرمجة، ولكن كلما قمت بالمذاكرة لا أفعل شيئاً، والوقت يضيع، وفي نفس الوقت أريد أن أمارس نوعاً من الرياضة كنوع من تغير النشاط وتنشيط الجسم، واتقاء للأمراض، والمواظبة على الصلوات وقراءة القرآن، وبعض الأمور الأخرى، كتحضير الطعام والغسيل والأمور الخاصة بالعازب المقيم وحده، وأمور كالاتصال بالأهل كأمي وخطيبتي؛ حيث أني خاطب جديد، وأقيم بالكويت، وأهلي وخطيبتي بمصر، ولم أتعرف عليها قبل الخطبة إلا قبل سفري بـ3 أيام؛ لذا توجد أمور متشابكة كثيرة، أريد تنظيم وقتي بينها، وأهمها الدراسة، لكني إن فعلت وقمت بعمل أحد هذه الأمور ضاع الوقت ولا أجد فرصة لإنجاز الباقي.
علماً بأن وقت المذاكرة حتى ولو جلست وانتظمت أتوه فيها، ولا أعرف ماذا أفعل بالضبط؟!
فقد أقدمت على دورة في أحد المراكز، وأخذت كورساً قبلها لكنه كان ناقصاً ولم أستطع استكماله، وجمعت بعض المواد من الإنترنت، وشرعت بمذاكرتها كتحضير للدورة، لكن لا حياة لمن تنادي، لا أعرف السبب من أين: مني أم هو كيف؟

لقد قرأت ردوداً كثيرة عن تنظيم الوقت لكنها عامة، ولم أستطع الخروج بشيء أشعر أنه سيساعدني؛ لذا أرجو منكم مساعدتي بشكل مباشر دون تحويلي على غيري أفادكم الله حتى ولو بالإشارة إلى أسلوب تنظيم الوقت وليست نصائح عامة.

ولكم جزيل الشكر وأفادنا الله بعلمكم وزادكم من علمه.

ملحوظة: أرجو من السادة المشرفين عدم إلغاء بعض كلامي؛ لأنه يفرغ بعض أسئلتي من معناها كما حدث معي في بعض الأسئلة السابقة.
جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akram حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً،ونقول لك إن شاء الله نحن مهتمون برسالتك ولن نخرجها من معناها أبداً.
فإن تنظيم الوقت ليس بالأمر الصعب، والأمر الضروري هو أن تكون هنالك نية وعزيمة قاطعة وعلو همة، هذا هو الضروري جدّاً، ولعلك تعلم أن الإنسان الذي ينام ثمان ساعات في اليوم يقضي ثلث عمره نوماً، ولكن في ذات الوقت يمكن للإنسان أن يستثمر ما بقي من وقت استثماراً صحيحاً، والإنسان من حقه أن ينوع من نشاطاته اليومية؛ لأن التنوع في حد ذاته يساعد الناس كثيراً في أن تكون لهم الرغبة في أداء الواجبات الاجتماعية والشخصية والأسرية.

لتنظيم الوقت هنالك ركائز، وأقول لك بصدق وأمانة من تجربتي الشخصية ودون أن أزكي نفسي: أفضل الركائز أو أفضل الروابط هي أوقات الصلوات، بمعنى أن تقول: (سوف أقوم بكذا قبل الصلاة، وسوف أؤدي كذا بعد الصلاة)؛ لأن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، فهي ملزمة وهي ركيزة وركيزة حقيقية، إذا جعلتَ لنفسك هذه الركائز القوية يمكنك أن تدير وقتك بصورة جميلة وفعالة جدّاً.

أنت تعمل حتى الثالثة ظهراً - نحن لا نتكلم عن عموميات، نتكلم عن ضوابط حقيقية حسب طلبك - صل صلاة العصر، استلق بعد ذلك لمدة نصف ساعة – ليس نوماً إنما راحة واستلقاء – ثم قم بعد ذلك بمذاكرة ودراسة لمدة ساعة واحدة وليس أكثر من ذلك، وبعدها مارس تمارين رياضية حتى صلاة المغرب، وما بين صلاة المغرب والعشاء يمكنك أن تتواصل مع أصدقائك أو مع أرحامك أو تعمل ما تشاء في هذه الفترة، وبعد صلاة العشاء ذاكر وادرس مرة أخرى لمدة ساعة أيضاً، وإذا كان لديك دورات لحضورها خصص الوقت المناسب للدورة لأن الدورة في الأصل هي مقيدة – أي ليست بيدك أنت – فيجب أن تلتزم بوقتها وبرنامجها الذي وضع لك، والالتزام يأتي من أن تستشعر أهمية الوقت وأهمية الواجب الذي تود أن تقوم به، ويجب أن تعلم أن الواجبات أكثر من الأوقات، وأنت حين تبدأ سوف تحس بالنتائج الإيجابية وسوف تحس بالرضا التام.

عطلة نهاية الأسبوع يمكن استثمارها بصورة أفضل، زد من معدل الاطلاع، زد من معدل التواصل، روِّح عن نفسك بما هو مشروع، أما التواصل مع أهلك وخطيبتك فالآن الحمد لله ليس هذا بالأمر الصعب، أنا لا أريد لك صرف أموالك في هذه الاتصالات ولكن كن معقولاً وكن وسطياً.

الذي أخافه تماماً هو أنك لا تقدر قيمة ذاتك بصورة حقيقية، كل الذين يتعلمون عن فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على المذاكرة وعدم القدرة على الإنجاز وحتى عدم القدرة على ممارسة الرياضة أو حتى عدم القدرة على الصلاة، هم أناس لا يستشعرون المسئولية حيال أنفسهم، ونحن نقول دائماً على الإنسان أن يستشعر المسئولية حيال نفسه ويعرف أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

نحن سعداء جدّاً أنك قد تواصلت معنا، ونرجو أن تكون نصائحنا ليست بعامة ولكن بالتأكيد لا نستطيع أن نقول لك كيف تدير الزمن دقيقة بدقيقة، فالناس تختلف، ولكن ما ذكرناه لك سوف يكون مفيداً. اجعل ركائز تنطلق منها، قبلها وبعدها سوف أقوم بكذا وسوف أقوم بكذا.

هذه طريقة ممتازة جدّاً لإدارة الوقت، وأنت إن شاء الله حين تطبق هذا البرنامج لمدة أسبوع سوف تحس بالراحة ويأتيك ما نسميه بالتحفيز الداخلي، والتحفيز الداخلي هو إثابة للنفس تؤدي إلى الرضا وتؤدي إلى مزيد من الإنجاز ومزيد من الشعور بالراحة على ما قمت به مما يدفعك إلى مزيد من الإنتاج والإبداع والإنجاز إن شاء الله، والأمر في غاية البساطة.

وهذه المشاعر التي تأتيك هي مشاعر استسلامية، هي مشاعر سلبية، أنت تعمل حتى الثالثة ظهراً، هذا أمر جميل، هذا يعني أنك رجل فاعل، أنك تستطيع أن تقوم بما تريد أن تقوم به. أنا أعرف أن العمل ملزم لذا أنت تلتزم، ولكن بقية الأشياء أيضاً يجب أن تكون ملزمة، وليس هنالك مانع أبداً بأن تتخذ قدوة ممن تراهم من الأفاضل والخيرين والفعّالين من الناس، وهم الحمد لله كثر، أعمل برامج للرياضة مع من تثق فيه ومع من تحب، وحتى المذاكرة لا مانع أبداً من أن تخصص وقتاً من وقت لآخر تقضيه مع من لهم برامج دراسية مثل حالتك، وأنا سعيد جدّاً أن أعرف أنك تريد أن تطور نفسك، وبالنسبة لتحضير الطعام خصص له وقتا، وغسيل الملابس الناس دائماً تخصص له أيضاً وقتا، مرة أو مرتين في الأسبوع، هذه اجعلها برامج واضحة وبرامج ثابتة ولا تؤجل ولا تتكاسل، وسل الله تعالى أن يعطيك القوة والدافعية والنشاط.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أكون قوية، وأتخلص من الخجل؟ 1694 الأربعاء 12-08-2020 05:25 صـ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1287 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟ وهل لها علاج؟ 1391 الاثنين 06-07-2020 04:22 صـ
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ 1178 الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1108 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ