أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أسباب الاكتئاب وتفضيل العزلة والصمت وعلاجه
لا أعرف ماذا أقول؟!
لأن حالتي صعبة التفسير، أنا اجتماعية وأحب الناس، ولكن مشكلتي أنه تأتيني حالات اكتئاب بين فترة وفترة.
عمري 20 سنة، طالبة جامعية، وحالة الاكتئاب تجبرني على العزلة وعدم الكلام، لدرجة أن صديقاتي يلاحظن ذلك.
لقد مللت من حالتي ولا أعرف لها تفسيرا!، وذلك الاكتئاب يؤثر على مستواي الدراسي ودرجة اهتمامي بنفسي، ويفقدني الكثير من الصديقات.
يمكن سبب ذلك هو أني حساسة، أو لأني مقصرة ببعض أمور ديني.
أتمنى أن تفهموني!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
فإن هذا الأعرض الذي تعانين منه نسميها بنوبات الاكتئاب المبسط والمتقطع، فهنالك بعض الناس يأتيهم مزاج اكتئابي مفاجئ دون أي مقدمات، وتظل النوبة الاكتئابية لفترة قصيرة في أغلب الأحيان، وإن كانت قد تطول في أغلب أحيانٍ أخرى.
لا يوجد أي تفسير علمي لهذه الحالات، فالبعض رأى أنها ناتجة من اختلاف مفاجئ في إفراز بعض المواد الكيميائية في الدماغ نسميها بالمرسلات العصبية، ومن أهمها مادة تسمى بمادة الـ (سيروتونين Serotonin).
عموماً أيّاً كان السبب فإن هذه الحالات تستجيب استجابة ممتازة جدّاً للأدوية المضادة للاكتئاب، هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، هو من الأدوية الطيبة والمحسنة للمزاج والمذيلة لمثل هذه الأعراض - إن شاء الله تعالى – أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر ثم توقفي عن تناوله.
البروزاك يتميز بفعاليته وبسلامته وأنه غير إدماني ولا يؤثر مطلقاً على الهرمونات النسوية أو أي من الأعضاء الرئيسية لدى الإنسان، فأرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء.
بجانب ذلك لابد أن يكون تفكيرك إيجابياً، فأنت الحمد لله في ريعان شبابك، وأنت لديك الصديقات ولديك الأسرة، فيمكنك أن تبدلي كل أفكارك السلبية بأفكار إيجابية، وأنت الحمد لله تتمتعين بأنك اجتماعية وتحبين الناس، وهذه كلها ميزات عظيمة يفتقدها الكثير من الناس، فحاولي أن تتذكري هذه الصفات الحميدة وهذه الصفات الجيدة، وتذكرك لها واستشعارها يجعلك - إن شاء الله تعالى – تعيشين لحظات أفضل ويأتيك الشعور الداخلي بالرضا، وهذا من أجمل المشاعر التي تزيل الاكتئاب النفسي.
كوني أيضاً جيدة في توزيع وقتك؛ لأن إدارة الوقت وتوزيعه بصورة ممتازة يحسن كثيراً أيضاً من مزاج الإنسان، فلابد أن تجتهدي في الدراسة، وأرجو ألا تجدي لنفسك عذراً، فلا تقولي: إن الاكتئاب قد أعاقني وعطلني!
نعم، أنا أعرف أن الإنسان حين يكون في مزاج ليس بالطيب ربما يضعف تركيزه أو رغبته في الدراسة، ولكن الإصرار والالتزام وتذكر أهمية التعليم وأهمية النجاح هذا يدفعك نحو الدراسة بانتظام، وفي نفس الوقت يقضي على الاكتئاب، والدواء كما ذكرت لك سوف يساعدك من نواحي كثيرة جدّاً.
كون شخصيتك حساسة فهذا ليس من الضروري أن يسبب الاكتئاب، ولكن ربما يسبب شيئاً من القلق، والقلق قد يأتي معه اكتئاب ثانوي بسيط.
عموماً لا تكوني حساسة، فكري في الأمور بمعقولية، وحاولي أن تقبلي الآخرين بعيوبهم مع توجيه النصح متى ما رأيت أن ذلك ضروري.
التقصير في الأمور الدينية لا شك أنه يفقد الإنسان الطمأنينة، الإنسان الذي يقصر في واجباته الدنية وفي صلواته وفي قراءته القرآن والدعاء والأذكار لا شك أنه قد افتقد علاجاً ضرورياً لنفسه؛ لأن المحافظة على الصلاة مريحة، ولا شك في ذلك.
قراءة القرآن أيضاً هي أكبر محفز للطمأنينة، فإن ذكر الله يطمئن القلوب: ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28]، والدعاء يشعرك دائماً أنك في حرز الله وفي حفظه، والله سبحانه وتعالى يحب من يسأله.
أرجو أن تستعيني بالصلاة وبالدعاء وقراءة القرآن، وسوف تجعلك تحسين بالسعادة والسعادة الحقيقية ويزول هذا الاكتئاب.
أتمنى أن نكون قد تفهمناك، وأعتقد أننا قد قمنا بذلك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول التخلص من الاكتئاب سلوكياً وتقوية الإيمان:
(237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).
(244768 – 237831 - 229490 - 17069 - 16751).
والله الموفق،،،
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الاكتئاب؟ | 1581 | الاثنين 17-08-2020 04:14 صـ |
كيف أعود للحياة الطبيعية وأستمتع بها؟ | 1201 | الأحد 16-08-2020 05:54 صـ |
لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير! | 780 | الأحد 16-08-2020 01:41 صـ |
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ | 1068 | الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ |
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! | 854 | الأحد 09-08-2020 05:09 صـ |