أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خوف شديد خاصة من دخول محاضرات الجامعة وعدم القدرة على التحكم بالذات

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

المشكلة التي لدي أني أخاف كثيراً لدرجة أني أشعر وكأني مشلول ولا أستطيع أن أتحرك، فأنا لدي خوف من دخول محاضرات الجامعة، علماً أن هذه ثاني سنة لي في الجامعة، وهذا الخوف مستمر معي منذ المدرسة (أول إعدادي) فكان الطلاب يضربونني كثيراً، وهذا الذي أشعر به عندما أدخل المحاضرة، فلا أستطيع الدخول إلا إذا كان يوجد أحد أعرفه، ودائماً أقول لنفسي أني لست وحدي كذلك وأكيد كل الناس كذلك، لكن دون فائدة، أذهب إلى باب المحاضرة فأخاف، وتزداد ضربات القلب، والنفس يقل، مع رعشة داخلية ولا أستطيع أن أتحرك وكأني مشلول.

أنا لا أستطيع أن أخبر أبي فلا أريد أن أصبح غير مسؤول أمامه، عندما يسألني عن أي شيء في الجامعة أقول له: الحمد لله، ووالله أنا أتعذب من داخلي، وطبعاً هذه المشكلة ليست في الجامعة فقط، بل هي في كل مكان ولكني أخاف من الجامعة أكثر.

أشعر أيضاً بالخوف الشديد إذا سمعت صوتاً مرتفعاً ورأيت مشاجرة أتتأتأ في الكلام ولا أستطيع أن أفعل أي شيء.

المشكلة الثانية هي أني لا أستطيع التحكم في أفكاري، أشعر وكأن أحداً يتحكم بها بشكل سلبي لا أريده، كأن الذي يفكر شخص لا أعرفه وبطريقة سيئة جداً، أريد فعلاً أن أتحكم في هذه المشاعر والأفكار، حتى أستطيع أن أمارس حياتي بنفسي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن وجهة النظر النفسية أقول لك: إن شاء الله موضوعك بسيط جدّاً، وهو أن الذي يحدث لك كله ينحصر ويتمركز حول ما نسميه بالقلق الاجتماعي، أو ما يسمى بقلق الأداء، وهذا نوع من الخوف الذي يأتي للإنسان في المواقف التي قد تتطلب شيئاً من المواجهة أو الأداء الاجتماعي المعين، وكثير من الناس يعاني من حالتك هذه، وأنا أود أن أقول لك: إن القلق في حد ذاته حين يكون بصورة معقولة يساعد الإنسان حتى يكون يقظاً ويركز أكثر على المهمة التي يود القيام بها، ولكن إذا زاد القلق عن الحد فهنا ينعكس سلباً على الإنسان.

هذه هي المشكلة الأولى، والمشكلة الثانية وهي ما وصفته بأنك لا تستطيع التحكم في أفكارك، هذا أيضاً أعتقد أنه ناتج من القلق، والقلق جعلك تركز كثيراً على نفسك وعلى أفكارك، مما بنى صورة سلبية عن نفسك وعن مقدراتك، فإذن الأمر كله مترابط مع بعضه البعض، أي أن الطاقة القلقية لديك أكثر مما يجب وهي التي أدت إلى هذه الأعراض، وأعتقد أن تفهمك لحالتك سوف يساعدك كثيراً؛ لأن دراسات كثيرة جدّاً في علم النفس أكدت أن الإنسان حين يعرف تشخيصه هذا في حد ذاته يساعده كثيراً في التواؤم والتكيف والتأقلم مع حالته.

الخطوة الثانية في العلاج هو أن تعرف أن المخاوف تعالج بالمواجهة، وأن المشاعر السلبية والتغيرات الفسيولوجية من سرعة في ضربات القلب والتعرق وشيء من الرعشة هي أمور طبيعية جدّاً، كما أن هذه التغيرات العضوية الفسيولوجية يحس بها الإنسان بصورة مبالغ فيها وصورة مضخمة جدّاً، أي أن ما يشعر به الإنسان ليس انعكاساً للحجم الحقيقي لهذه التغيرات، وأنا أريد أن أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بملاحظتك ولا يقومون بمراقبتك، هذا ضروري جدّاً؛ لأن معظم الإخوة والأخوات الذين يعانون من الهرع أو الخوف الاجتماعي يأتيهم هذا الشعور بأن العالم ينظر إليهم بنمظار مكبر، وهذا ليس صحيحاً، فأرجو أن تثق في مقدراتك، وعليك أن تواجه هذه المواقف ولا تتجنبها أبداً.

يأتي بعد ذلك ما نسميه بالتواصل الاجتماعي، وهو وسيلة علاجية أيضاً مهمة جدّاً، وبفضل الله تعالى بما أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي فلن تجد صعوبة في ذلك، فحاول أن تتواصل مع أصدقائك، مع جيرانك، حين تقابل الناس وتتحدث إليهم انظر إليهم في وجوههم، تبسم في وجه إخوتك، بادر بالسلام عليهم، هذا كله علاج جيد وبسيط جدّاً، ولكن تأتي الإشكالية في أن الناس كثيراً لا تطبق هذه التوجيهات البسيطة والتي نعرف أنها مفيدة.

أنا أيضاً أدعوك لأن تشارك في اللقاءات والمحاضرات والنقاشات، لا تكن أبداً في الصفوف الخلفية، دائماً كن في الصفوف الأُول والأمامية، وحاول أن تزيد من مقدراتك المعرفية وذلك بالإكثار من الاطلاع، هنالك الكتب المفيدة، هنالك الوثائق الإعلامية الجيدة، هذه كلها يمكن أن يستفيد منها الإنسان ويوسع من مداركه ومعارفه، وهذا يسهل عملية التفكير السليم والتفكير الإيجابي، وسوف تتغير إن شاء الله نظرتك عن نفسك.

أنصحك أيضاً بأن تميل كما ذكرت لك لهذه اللقاءات الاجتماعية والرياضة الجماعية مثل كرة القدم وجد أنها مفيدة جدّاً، كما أن المشاركة في حلقات التلاوة وتحفيظ القرآن تعطي الإنسان القدرة على المواجهات الاجتماعية وفيها إن شاء الله خيري الدنيا والآخرة.

الجزء الأخير في العلاج هو أنك سوف تستفيد كثيراً من الأدوية، فهنالك أدوية نسميها بـ (أدوية مضادة للخوف الاجتماعي) متوفرة الحمد لله في الصيدليات، وهي سليمة جدّاً، من هذه الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline).

أنا أريدك حقيقة أن تتحدث مع والدك حول هذا الأمر، ليس هنالك ما يجعلك تخفي هذا الأمر على والدك، قل له: (أنا استشرت أحد الأطباء في أحد المنتديات، وقال لي أنك تعاني من خوف اجتماعي بسيط، وهذا نوع من القلق النفسي، ويعالج عن طريق المواجهة وعن طريق التفكير الإيجابي، وفي نفس الوقت يجب أن تتناول أحد الأدوية، وبفضل الله تعالى هذه الأدوية هي أدوية سليمة وغير إدمانية وغير تعودية) أعتقد أنك إذا طرحت الأمر على والدك بهذه الطريقة فلن يعارض علاجك؛ لأنه بالطبع يريد مصلحتك، والناس لديهم بعض الأفكار السلبية عن الطب النفسي، ولكني أؤكد لك أن الطب النفسي الآن الحمد لله تقدم كثيراً وأصبح هنالك درجة عالية جدّاً من القبول وسط معظم الناس.

أرجع مرة أخرى وأتحدث عن الدواء الذي أريدك أن تتناوله، ولكن بعد أن تخبر والدك، وجرعة هذا الدواء هي حبة واحدة في اليوم بالنسبة لك وليس أكثر من ذلك، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، تناوله مساءً بعد الأكل، وأنت تحتاج لأن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم إلى حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

أكرر وأذكر لك أن الدواء ليس تعودياً ولا إدمانياً، وإن شاء الله سوف تجد فيه فائدة كبيرة جدّاً، وهنالك أدوية كثيرة مشابهة ومفيدة جدّاً، ومن خلال مناقشتك مع والدك إذا وافق أن تقابل الطبيب النفسي هذا أيضاً سوف يكون أفضل في رأيي.

نشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وللاستفادة حول العلاج السلوكي للرهاب يمكنك قراءة هذه الاستشارات: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 )

وكذا العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1323 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ