أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : العلاج الدوائي لنوبات الهلع المصحوبة بكثرة النوم وآلام في الصدر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذا الموقع، وأرجو أن يتسع صدركم لما يلي:
أنا شاب أصبت قبل سنتين تقريباً بنوبات هلع، وعلى إثرها بدأت في دوامة الأدوية النفسية إلى أن استقر بي الحال على ما يلي:

- حبة واحدة 20 بروزاك +حبة واحدة زانكس 5 صباحاً.
- حبة واحدة سوليان (سلبرايد) 50 + تبربتزول + حبة زانكس 5.

أنا الآن كثير النوم ومصيبتي التي أعاني منها ألم في الصدر لا يزول نهائياً لا ليل ولا نهار، الأمر الذي نكد علي حياتي فلا أستطيع أن أبذل أي مجهود خوفاً من أن يزداد، جربت كل الأدوية النفسية إلى أن استقريت على البروزاك الذي أعطاني نسبة 30% تحسناً، والمصيبة الأخرى أن حياتي الجنسية أصبحت شبه معدومة سواء من حيث الرغبة أو الانتصاب، وأصبحت متبلد الذهن فلا أحس بحلاوة طاعة أو لذة معصية.

أرجو مساعدتكم علماً أنني جربت كلاً من سبرالكس ولسترال وسمبالتا وريميرون.
ومصيبتي ألم مستمر في منتصف الصدر وغصة شبه مستمرة في الحلق، والطبيب يخبرني أنها من أعراض الاكتئاب، فهل هذا صحيح؟ لأنها حين تشتد علي أبدأ أفكر بأمراض القلب والذبحة الصدرية وما إلى ذلك، أنا الآن على تلك الأدوية شبه مستقر ولكني غير معافى.

أرجو الرد السريع وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

فإن حالتك كما ذكرت أنك تعاني من نوبات هلع منذ سنتين، وهذه النوبات الآن مستقرة بتناولك للأدوية التي ذكرتها في رسالتك، وبقي أنه يأتيك هذا الشعور بالغصة في الحلق، وتحس أيضاً بضيق في الصدر، ويأتيك الشعور بأنك سوف تصاب بذبحة قلبية.

أقول لك: أن هذه الأعراض كلها هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أنها منشؤها نفسي مرتبط بالقلق النفسي، والهلع في حد ذاته يعتبر أيضاً قلقاً نفسياً، وربما يكون أتاك شيء من الاكتئاب الثانوي البسيط، البعض يفضل أن يسمي حالتك بالقلق الاكتئابي، ولكني أنا أرى أن جانب القلق فيها هو الأكثر.

بالنسبة للضعف الجنسي الذي أصابك، لا شك أن القلق هو عامل رئيسي في ذلك، وربما تكون أيضاً الأدوية ساهمت في ذلك أيضاً، أنا أنصحك أولاً: أن تتفهم أن حالتك هي حالة قلقية وليست أكثر من ذلك، وعليك أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وعليك أن تمارس الرياضة بانتظام، وكذلك تمارين الاسترخاء، هذه كلها وسائل علاجية فعالة.

الناس كثيراً ما تقفز نحو الأدوية وتتناسى الوسائل العلاجية الأخرى، والبعض قد يتجنب الوسائل العلاجية الأخرى؛ لأنها ملزمة وتتطلب جهداً، فحينما نقول مثلاً: ممارسة تمارين الاسترخاء، هي بسيطة ولكن لابد أن يقوم بها الإنسان وحده، إما أن يذهب إلى أخصائي نفسي ليقوم بتدريبه عليها، أو يتحصل على شريط أو كتيب يتعلم هذه التمارين ويقوم بتطبيق ما تحتويها من تعليمات، ولا شك أن الرياضة ملزمة وتتطلب الجهد وتتطلب الوقت، بالرغم من أنها ممتعة جدّاً، فأرجو أن تجعل لنفسك نصيباً من هذه الوسائل العلاجية.

بالنسبة للعلاج الدوائي حقيقة أنا لا أحب أبداً الإكثار من الأدوية، أُفضل دواءً واحداً بجرعة سليمة، هذا هو الأفضل، وحقيقة الأدوية حينما تكثر تكثر تفاعلاتها أيضاً مع بعضها البعض، وهذا قد يكون فيه شيء من السلبية.

كنت أريد أن أقول لك: استمر فقط على البروزاك، ولكن شكواك عن الصعوبات الجنسية لا نستطيع أن نتجاهلها، وربما يكون البروزاك ساهم في ذلك، أنا أرى أن عقار ما يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) هو الدواء الأمثل لحالتك، ولا داعي لاستعمال أي دواء آخر معه، جرعة الفافرين هي خمسون مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة عام، وبعد ذلك تخفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة تعتبر جرعة صغيرة إلى متوسطة، حيث إن جرعة الفافرين يمكن أن تكون حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لذلك.

الفافرين لا يسبب أي صعوبات جنسية، كما أنه دواء جيد جدّاً لعلاج القلق والتوتر والوساوس والهلع كذلك، بجانب الفافرين ربما يكون من المستحسن أيضاً أن تتناول الفلوكستين، ليس كدواء أساسي ولكنه كدواء مساعد، تناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصح به، وحقيقة الأدوية التي تتناولها الآن أنا لا أستطيع أن أعيبها، ولكنك قطعاً لم تستفد منها الاستفادة الكاملة، كما أن تعدد الأدوية بهذه الطريقة ليست سليمة، واستعمال التربتزول مع البروزاك لا يُنصح به في نفس الوقت من الناحية العلمية، حيث إنها تعمل جميعاً على مرسلات عصبية متقاربة، وربما تؤدي إلى زيادة غير مرغوب فيها في إفراز مادة السيروتونين.

أما الزناكس فعليك أن تتوقف منه بالتدرج، فأنت تتناول الآن نصف مليجرام، اجعله ربع مليجرام لمدة أسبوعين ثم ربع مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناوله.

ممارستك للرياضة وتنظيمك للوقت -إن شاء الله- ستكون عاملاً أساسياً جدّاً لتحسين نومك وإزالة هذا القلق والتوتر وآلام الصدر التي تشتكي منها.

وحول التخلص من الهلع سلوكياً يرجى الاطلاع على (278994) ووسائل تقوية الإيمان (240748 - 231202 - 278059 - 278495).

أسأل الله العافية والشفاء ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2472 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2977 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6588 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1950 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3140 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ