أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : احمرار في الوجه وازدياد لنبضات القلب وتلعثم في الكلام وشعور بمراقبة الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
أنا - يا دكتور - أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي ولم أعلم بهذا إلا قبل عدة أشهر، وأنا أعاني كثيراً من هذا، فعندما أتكلم مع أصدقائي يحمر وجهي وتزداد نبضات القلب وأخطأ كثيراً في الكلام لعدم التركيز فيما أقول، مما أدى إلى أن أكون معزولاً عن الناس لعدم القدرة على التحدث معهم، وأيضاً أثناء الصلاة في المسجد عندما يكثر المصلون يأتيني وسواس بأنهم كلهم ينظرون إلي عندها يحمر وجهي كثيراً.

وأنا أعاني من القلق والاكتئاب والوسواس وعمري 21 سنة، والآن أدرس الهندسة، علماً أنني لم أذهب إلى أي طبيب حتى الآن، وسمعت أن هناك أدوية لهذا المرض لكني لم أجرب أي دواء، أرجوكم أريد أن أتخلص من هذا أفيدوني.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، والوصف الذي وصفته لحالتك يدل فعلاً أنك تعاني من حالة خوف اجتماعي، وأستطيع أن أقول لك أنها من الدرجة البسيطة إن شاء الله، والرهاب الاجتماعي ما هو إلا نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، ومن أهم الأشياء التي أريدك أن تتعلمها هو أن الرهاب الاجتماعي يعالج بالمواجهة، هذه حقيقة مهمة وضرورية جدّاً.

نحن على إدراك تام أن صاحب الرهاب الاجتماعي تكون لديه صعوبة شديدة في المواجهة، ويعتقد أن كارثة أو مصيبة سوف تقع له خلال هذه المواجهات أو أنه سوف يفقد السيطرة التامة على الموقف أو أن الآخرين يقومون بالنظر إليه، أو حتى الاستهزاء منه، هذه كلها ليست صحيحة، نعم هنالك قلق عند المواجهة، هنالك شعور بالخوف وعدم الارتياح، شعور بأن ضربات القلب ترتفع، وربما تكون هنالك رعشة أو تعرق، هذه كلها أعراض توجد ولكنها بدرجة بسيطة ليس بالحجم أو الكيف أو الكمية التي يتصورها الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي، بمعنى أنه توجد دائماً مبالغة من صاحب القلق الاجتماعي في الكيفية التي يشعر بها في هذه الأعراض.

نحن نؤكد لك أنك غير مراقب من قبل الآخرين، ونؤكد لك بصورة قاطعة أن احمرار الوجه نعم يكون موجوداً ولكنه ليس بالدرجة الشاذة أو الملفتة للنظر، هو ناتج فقط من زيادة في تدفق الدم؛ لأن القلق يؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية التي تزيد من سرعة ونشاط القلب مما يعني زيادة في تدفق الدم.

أنا أريدك أن تعالج نفسك سلوكياً ودوائياً، والعلاج السلوكي يقوم على فهم الحالة، ونقول لك مرة أخرى أنها قلق وليس أكثر من ذلك.

ثانياً: هذه لا تدل أبداً على ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك.
ثالثاً: هي ليست دليلاً على أن الإنسان جبان أو خوّاف – كما يقولون – لأن المخاوف هي حالة نفسية خاصة جدّاً ولا تعني أبداً وجود افتقاد للشجاعة والإقدام، الإنسان يمكن أن يكون مروضاً للأسود ولكنه قد يخاف من الكلاب أو القطط مثلاً.

الأمر الآخر - وهو المهم جدّاً – هو أن تطبق على نفسك القانون السلوكي الذي يقول أن الإنسان يجب أن يعرض نفسه لمصادر خوفه دون أن ينسحب من الموقف، وأنا أقول لك من الناحية السيكولوجية أو النفسية: التعرض يمكن أن يكون في الخيال، وهذا علاج جيد كمقدمة للعلاج السلوكي الرئيسي وهو المواجهة في الواقع، نعني بالمواجهة في الخيال هو أن تكتب في ورقة كل المواقف التي تحس فيها بالخوف، وبعد ذلك تصنفها وتبدأ في التركيز على موضوع واحد منها، تجعله محور تركيزك، وتتصور أنك الآن في مواجهة ذاك الموقف، تتأمل بشدة وقوة، ويجب أن يكون التأمل لمدة خمسة إلى عشر دقائق، وبعد ذلك تنتقل إلى مصدر خوف آخر، وهكذا تتدرج تصاعدياً في مقاومة هذه المخاوف، وذلك بمواجهتها في الخيال.

هنالك مواجهات جيدة في الخيال، وهي أن ترسم صورة ذهنية بأنك تقوم بالصلاة بالناس في المسجد مثلاً، أو أنه طُلب منك أن تلقي عرضاً أو درساً معيناً أمام زملائك الطلاب وبحضور الأساتذة، وهكذا، عش هذه الخيالات بكل تدبر وتركيز وقناعة بأنها مفيدة.

عليك أن تسعى لتطوير مهاراتك التواصلية، وذلك بأن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، ابدأ بالسلام وتبسم في وجه إخوتك، هذه طرق اجتماعية جيدة جدّاً، وتعطي انطباعاً جيداً عنك، وفي نفس الوقت تساعد في زوال الخوف الاجتماعي.

بعد ذلك ننصحك بأن لا تتجنب المواقف الاجتماعية أبداً، ومن الناحية العلمية يُعرف أن القلق والرهاب الاجتماعي يكون في بداية المواجهة شديداً، ثم بعد ذلك يبدأ في الانخفاض، ثم بعد ذلك ينقضي تماماً بإذن الله، وعليك أن تتحين أي فرصة للمواجهة ولا تتجنبها، وأنا أؤكد لك أنك غير مراقب من الآخرين.

هنالك أيضاً وسائل سلوكية ذات طابع اجتماعي، نحن نوجه للاستفادة منها في علاج الرهاب الاجتماعي، وهي ذات فوائد أخرى كثيرة أيضاً بجانب علاج الخوف، من هذه النشاطات هي: الاشتراك في حلقات تلاوة القرآن، وممارسة الرياضات الجماعية، والانخراط في أي عمل جماعي أو تطوعي أو شبابي، هذه لها فوائد كثيرة تعالج الخوف والرهاب وفي نفس الوقت تساعد على بناء الشخصية، ولك أجر أيضاً على ما تقوم به.

العلاج الدوائي أٌقول لك: الحمد لله الأدوية المضادة لمثل حالتك موجودة وكثيرة وفعالة وجيدة، وحالتك في نظري خفيفة، لذا سوف أصف لك أحد الأدوية الجيدة المفيدة بجرعة بسيطة، الدواء الذي أفضله يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، وهو متوفر، ابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات – أي نصف حبة – ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً - واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة مرة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة جدّاً، وبجانب تناوله كعلاج رئيسي أرجو أن تتناول أيضاً علاجاً مساعداً ومسانداً، وهو يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وهو دواء سليم جدّاً.

هذا هو الإرشاد النفسي والدوائي، نرجو الالتزام بالتطبيق، ونسأل الله تعالى لك العون وأن يعافيك وأن يشفيك، ونؤكد لك أن حالتك بسيطة جداً، وتقبل الله طاعتكم، وكل عام وأنتم بخير.

وللعلاج السلوكي للرهاب يرجى الاطلاع على: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1324 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2389 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ