أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التوبة من ممارسة المحرمات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

شيطاني لئيم وحقير، مارست كل المحرمات وأريد التوبة، وكلما أتوب أعود إلى ما كنت فيه .. أحتقر نفسي وأعيش مريضاً نفسياً ولا أجد أحداً يأخذ بيدي، زنيت وأكلت الربا من تعاملي مع البنوك ومالاً حراماً آخر، شربت الخمر، كل ذلك بسبب ابتعادي عن الصلاة والدين بسبب حياتي البعيدة عن أهلي وفي مجتمعات غربية.
أما الآن فإنني في بلد إسلامي وأولادي أصبحوا شباباً، وتركت بعض هذه المعاصي وأستغرب كم هو الله رائع ورحيم! فالله ما زال يعطيني الحياة ويرزقني لأجل أولادي.

مشكلتي أنني غير واثق من مغفرة الله كاملة لكثرة ما ارتكبت من معاصي، وكأنني استسلمت لجهنم والشيطان، فهل من مخرج؟

أرشدوني جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد صدقت في شعورك برحمة الرحيم ولطف اللطيف ومغفرة الغفور، واعلم بأن الله الذي رحمك وأحسن إليك وستر عليك وأنت تعصيه لن يضيعك إذا تبت إليه توبة نصوحاً، وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعاً، وإذا لم يشرك العبد بالله فإن كافة الذنوب مغفورة، بل إن الله سبحانه يبدل سيئات من يصدق في توبته ويخلص في رجوعه إلى حسنات، وهو سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه رغم أنه غني عن العالمين، ولو كنا وأهل الأرض على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً، ولو كنا وأهل الأرض على أتقى قلب رجل ما زاد ذلك في ملك الله شيئاً، فسبحانه يتودد لعباده وهو الغني الحميد، ومهما كانت الذنوب فإن عفو الله أعظم فلا تجعل الشيطان يدعوك ويحملك على اليأس من رحمة الله؛ لأن القنوط من رحمة الرحيم كبيرة من كبائر الذنوب.

واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه يستر على الإنسان، فإذا تمادى وأصر ولبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله، ولذلك فنحن سعداء بهذه المشاعر الواردة في الرسالة والتي تدل على أن في نفسك خيراً كثيراً، ونحذرك من المشاعر السالبة التي يقف وراءها عدونا اللدود الشيطان الرجيم.

ولا يخفى عليك أن باب التوبة مفتوح، وأن رحمة الله تغدو وتروح، ولا يغلق هذا الباب إلا إذا طلعت الشمس من مغربها أو وصل الإنسان إلى لحظات الغرغرة عند سكرات الموت، أما قبل ذلك فالأمر فيه إمكانية للتدارك والرجوع، فعجل بتوبة نصوح قبل حلول الأجل، وأدخل نفسك في رحمة الله عز وجل، واستر على نفسك، واعزم على عدم العودة، واندم على ما مضى، وإذا كانت هناك حقوق للناس فردها إلى أصحابها، وأكثر من الحسنات الماحية، واجتهد في هجر رفاق المعصية وبيئتها، وتخلص من كل شيء يذكرك بها، واشغل نفسك بالمفيد، وأكثر من تلاوة كتاب ربنا المجيد، واعلم بأن المطيع لله هو السعيد.

وبالله التوفيق والسداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3473 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3571 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1981 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! 1623 الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ 4136 الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ