أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الخوف والاضطراب عند إرادة المعاشرة الزوجية
السلام عليكم.
أقطن بالديار الأجنبية مع زوجي، وقد مر على زواجنا سنتان، ونحب بعضنا البعض، ونخشى الله، ونقوم بالفرائض ولله الحمد، ومشكلتنا أن عملية الدخلة لم تتم حتى الآن، وأظن أن السبب يكمن في أنه ينتابني خوف شديد واضطراب كبير كلما حاول زوجي الدخول بي.
وزوجي طيب جداً معي، ولا يضغط علي في أي أمر من الأمور، وعندما نحاول أن تتم الدخلة ينتهي بنا الأمر أن زوجي يتخلى عن المحاولة رحمة بي، وذلك لكي يكون أكثر استعداداً مرة أخرى، ولكن الوقت يمر دون نتيجة، وما عدا هذه المسألة فأنا أقوم بكل واجباتي كزوجة على ما يرام، وأقوم على راحة زوجي، وأكن له حباً واحتراماً وتقديراً كبيراً، ولكني أجد نفسي مرهبة من عملية الإيلاج دون معرفة سبب ذلك، فهل هو حب شديد لغشاء البكارة؟ أم هي حالة مرضية نفسية؟ أم هو ضرب من السحر أو مس من الجن؟!
وقد سمعت كثيراً منذ زمن عن الألم والدم الذي يحدث من جراء الدخلة، ولكني قرأت مؤخراً أن هذه إشاعات خاطئة، ولكن الشعور بالخوف ظل قوياً، فدلوني على السبب وساعدوني لحل هذه المشكلة، وهل توجد أدوية تساعدني للاسترخاء حتى تتم عملية الدخلة؟!
علماً بأني أحب زوجي وأخاف على حياتنا الزوجية.
فساعدوني وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الحالة تعاني منها نسبة قليلة من النساء، ويحدث ذلك بسبب المعتقدات الخاطئة التي تشاع وسط بعض النساء حول ليلة الدخلة وحول الإيلاج، وأن هذه العملية مؤلمة جدّاً وتؤدي إلى نزول الدم بكميات كبيرة وهكذا.
وهذا الأمر يلتصق في عقول بعض الفتيات على المستوى الشعوري واللاشعوري مما يترتب عليه هذه الظاهرة، وهي ظاهرة معروفة لدينا في الطب النفسي، فمشاعر التوتر والخوف الداخلي تتحول إلى توترات عضلية، وهذه التوترات العضلية تشمل انقباضاً شديداً في عضلات الفرج وهي عضلات في شكل دائري، ويشمل هذا التوتر أيضاً عضلات الفخذين، ويحدث شد شديد لهذه العضلات يؤدي إلى تصلب الفخذين وعدم المرونة في حركة الحوض، وهذا هو الذي يؤدي إلى هذا الوضع، وهذا الأمر يمكن معالجته وليس بصعب بإذن الله تعالى.
وأنت من فضل الله تعالى متزوجة زواجاً طيباً، وواضح أن أسسه سليمة وأن زوجك يبادلك المودة والحب، وكما تعلمين أن الزواج الذي ينعم بالسكينة والمودة والرحمة والحب، الزواج الذي ينظر إليه الزوجان كميثاق غليظ، هذا هو الزواج الناجح، وأنتما متوفر لديكما كل ذلك ولله الحمد.
فأرجو أن تصححي مفاهيمك، وتصحيح المفاهيم يأتي بأن ما يثار وسط النساء حول البكارة وغشاء البكارة والإيلاج ليس صحيحاً، وما يقوله بعض عامة الناس يجب أن لا يتم الالتفات إليه، وفتحة الفرج هي فتحة ليست بالضيقة، والدليل على ذلك أن الطفل ورأس الطفل يخرج من خلال فتحة المهبل، إذن ليست القضية قضية مساحة واستيعاب العضو الذكري، إنما المفهوم الخاطئ هو الذي يؤدي إلى انشداد وإلى انقباض هذه العضلة الدائرية والمحورية، ولذا حين تصححي مفاهيمك حول هذا الأمر هذا سوف يساعدك كثيراً.
ولا شك أن رفع الثقافة الجنسية في حدود ما هو مشروع -أعني الثقافة الجنسية بالنسبة لك ولزوجك- والتي تقوم على المداعبة بكل أنواعها، وهذه المداعبة تهيئ للمعاشرة الزوجية ويكون الوضع وضعا استرخائيا وانبساطيا، فهذه من الأمور التي يجب أن تناقش بينك وبين زوجك، وهذه المعاشرة تتم في ستر تام ولله الحمد، لذا يجب أن لا يشعر أي طرف بأي نوع من الحواجز النفسية حيال الطرف الثاني، فهذا أيضاً أمر مهم.
يأتي بعد ذلك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وهناك عدة أنواع من تمارين الاسترخاء إذا قمت بتطبيقها تطبيقاً صحيحاً سوف تساعدك إن شاء الله، وأول هذه التمارين هو تمارين استرخاء العضلات المتدرج: استلقي في مكان هادئ وتأملي في أمر طيب وسعيد حدث في حياتك، وتذكري العزيز زوجك، ثم قومي بغمض عينيك وبعد ذلك قومي بالقبض على راحة يدك اليسرى بشدة شديدة وقولي لنفسك (الآن أنا أشد على يدي وأحس بالألم)، بعد ذلك قومي بإطلاق راحة اليد واسترخائها، وقولي لنفسك (الحمد لله الآن أنا أحس بالاسترخاء التام في يدي).. كرري هذا التمرين ثلاث مرات بالنسبة ليدك اليسرى وثلاث مرات بالنسبة ليدك اليمنى.
ثم بعد ذلك قومي بشد عضلات البطن شدّاً شديداً، وهذا الانقباض يجب أن يكون قوياً، ثم بعد ذلك أطلقي العضلات مسترخية، وقولي نفس الشيء (أنا الآن أشد وأقبض على عضلات البطن وأحس بالألم) وحين تبدئين في استرخائها وإطلاقها قولي (الحمد لله أنا الآن في وضع استرخائي وأحس بالراحة التامة)، هذا التمرين أيضاً يكرر ثلاث مرات، ونفس الشيء بالنسبة لعضلات القدمين وعضلات الساقين.
هذه التمارين ربما لا تكون سهلة بعض الشيء، ولكن بالتأمل يتم قبضها وشدها ثم إطلاقها وفكها واسترخاؤها، وبعد ذلك عضلات الفخذين – وهي مهمة بالنسبة لك – فحاولي أن تقبضي على عضلات الفخذين بشدة وتصوري في هذه الحالة أنك تمنعين زوجك الإيلاج لأنك سوف تشدين على هذه العضلات، قولي (أنا الآن أشد على عضلات الفخذين وهذا يؤلمني بعض الشيء) ثم بعد ذلك قومي باسترخائها وقولي (الحمد لله أنا الآن قمت باسترخاء عضلات الفخذين لديَّ وأنا في وضع استرخائي ولا شيء يمنع زوجي من أن يبدأ المعاشرة معي).
فعيشي هذا التأمل وقولي هذه الكلمات مع نفسك، وكرري هذا التمرين – قبض العضلات وشدها ثم استرخاؤها – لعضلات الفخذين ويجب أن تكرري التمرين ثلاث إلى أربع مرات في كل جلسة بمعدل مرتين في اليوم، ولابد أيضاً أن تقومي بالتمرين قبل المعاشرة الزوجية، وحتى قبل عملية المداعبة والملاطفة بينك وبين زوجك.
التمرين الثاني هو تمارين التنفس، وفي تمارين التنفس استلقي في مكان هادئ أيضاً وتأملي في أمر طيب، أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء وبطنك ترتفع قليلاً، ثم أمسكي بعد ذلك على الهواء في صدرك لفترة قصيرة، ثم قومي بإخراجه عن طريق الفم، ويجب أن يكون بنفس القوة وبنفس الشدة.. كرري هذا التمرين خمس مرات في كل جلسة بمعدل جلسة صباحاً ومساءً.
فهذه التمارين تمارين ممتازة وفعالة وتفيد كثيراً في مثل حالتك، ويمكنك أيضاً الحصول على بعض الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، وإذا كان بالإمكان مقابلة أخصائية نفسية - وليس طبيبًة نفسيًة – يمكن أن تساعدك في التمرن على هذه التمارين الاسترخائية.
يأتي بعد ذلك أمر أشجع عليه كثيراً ووجدت من تجاربي أنه مفيد كثيراً وهو لا مانع أبداً من أن تذهبوا إلى الطبيبة النسائية وسوف تقوم بإزالة غشاء البكارة في خلال عملية لا تستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين وعن طريق بنج موضعي بسيط، وهذا الأمر يجب أن تناقشيه مع زوجك، وكثيراً ما أنصح به وقد وجدته مفيداً تماماً، فإذن أرجو أن تناقشي هذا الأمر مع زوجك ولا مانع من ذلك أبداً.
وهناك بعض الناس يلجأ لبعض المراهم التي تحتوي على مخدر موضعي، هذه وجدها البعض أيضاً مفيدة، وإن كنت لا أراها مجدية، ولكني لا أمانع من استعمالها، والموضوع كله يتعلق بالتفهم والتغيير الفكري المعرفي لحقيقة الذي يحدث، ولذا قصدت أن أعطيك بعض الشرح المفصل عن طبيعة ما يحدث.
ويبقى بعد ذلك أن أصف لك بعض الأدوية الجيدة والمريحة والتي تساعد كثيراً في إزالة الخوف وتساعد في الاسترخاء لمثل هذه الحالات، فهناك عقار يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، هو مضاد في الأصل للاكتئاب، ولكنه مفيد في علاج الخوف والتوتر والقلق، فأرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ترفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) واستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك تخفضي الجرعة إلى نصف مليجرام ليلاً لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله، ولا أرى أنك في حاجة لمدة أكثر من ذلك.
وهناك عقار آخر استرخائي يعرف تجارياً باسم (زانكس Xanax) ويعرف علمياً باسم (البرازولام Alprazolam)، أيضاً هو عقار مفيد في مثل هذه الحالات ويمكن تناوله بمعدل ربع مليجرام ساعتين قبل المعاشرة الزوجية، وهذا الدواء استرخائي بعض الشيء، والبعض قد يحس بالنعاس ولكنه يعرف أنه دواء يبعث على الطمأنينة، فقط لا ننصح بالإكثار من استعماله، أي يستعمل فقط عند اللزوم، وعموماً أنت إن شاء الله لن تكوني في حاجة لهذا الدواء لمدة طويلة؛ لأن الشرح الذي شرحناه لك وهذه الإرشادات لو طبقت بصورة سليمة أعتقد أنها إن شاء الله سوف تفرج هذا الابتلاء البسيط.
ولابد من الدعاء وأن تسألوا الله أن يجنبكم الشيطان، (
ولا مانع من استعمال الرقية الشرعية حتى يزول لديكم أي احتمال.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن ترزقا بالذرية الصالحة وأن تعيشا حياة زوجية سعيدة وهانئة، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ | 2817 | الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ |
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء | 631 | الأحد 28-06-2020 05:28 صـ |
أشعر بدوخة وخوف عند الخروج من المنزل بشكل هيستيري. | 4380 | الأحد 28-06-2020 04:01 صـ |
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ | 1055 | الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ |
أشعر ببعض الوساوس فأصاب ببعض الأعراض، فما نصيحتكم لي؟ | 1223 | الأحد 14-06-2020 04:59 صـ |