أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ابحث عن زوجة تكون أماً لابنتي

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد استشارتكم بخصوص زواجي من زوجة ثانية بعد وفاة زوجتي.
تزوجت قبل 3 سنين وبعد الزواج اتضح أن زوجتي مصابة بمرض السرطان، ومرت أكثر من ثلاث سنوات ونصف وهي مريضة وتعاني، إلى أن توفّاها الله (رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه) ولي منها بنت عمرها 3 سنوات.
الآن وقد فكرت جدياً بالارتباط مرة أخرى لسببين، وهما: الأول لأن ابنتي بحاجة لأم لتربيها وتحسن تربيتها؛ ولأنها صغيرة قد يكون من المناسب أن يكون لها أم لتعتاد عليها منذ صغرها.

والسبب الثاني وهو حتى أصون نفسي وأحفظها من محرمات قد أقع فيها، وأخاف على نفسي منها.

وعند البحث عن زوجة هناك أناس نصحوني بمن هي أكبر سناً تكبرني أو في عمري على أساس أنها كبيرة وتفهم وتستطيع تربية ابنتي، ومنهم من نصحني بزوجة تصغرني على أساس أنني سأكبر قبلها وستكون قادرة على القيام بي عند هرمي، وهناك من نصحني بفتاة كانت متزوجة، والآن هي مطلقة ولها ولد على أساس أن أساعدها في الخروج من محنتها، وتساعدني على الخروج من محنتي.
بصراحة أكثر لا أدري ما العمل!؟ فأرجو مساعدتي في ذلك، علماً بأنني أحب ابنتي حباً جما، ولا أريد لها المكروه من أي زوجة قد أتزوجها، وطبعاً التوكل على الله في كل شيء.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيراً عما فقدت، وأحسن الله عزاءك وغفر الله لزوجتك وأسكنها الفردوس الأعلى، ونسأل الله أن يعوضك خيراً من فضله ورحمته، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل– فإن أمر البحث عن الزوجة الثانية بلا شك أمرٌ ليس بالأمر الهين؛ لأن كثيراً من النساء عندما تسمع بأن الرجل لديه ابنة أو ولد فإنها تُحجم عن الزواج به رغم حاجتها إليه وذلك نتيجة للأعراف والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالمرأة غالباً تريد رجلاً لها وحدها وليس له توابع؛ ولذلك ستتعب بعض الشيء في البحث عن أخت فاضلة تقبل بابنتك لتكون ابنة لها، ولكني أقول لك:
اعلم أن الله -تبارك وتعالى- جعل الأخذ بالأسباب من دينه، فما عليك -بارك الله فيك- إلا أن تدعو الله -تبارك وتعالى- أولاً أن يرزقك امرأة صالحة تكون عوناً لك على طاعته وتعينك على تربية ابنتك تربية طيبة مباركة -هذا أولاً- وعليك بالدعاء -بارك الله فيك- وأكثر منه، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل أيضاً، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فعليكم عباد الله بالدعاء)، فاجتهد في الدعاء أولاً أن يمنَّ الله عليك بزوجة صالحة تعينك على حفظ دينك وغض بصرك وتحصين فرجك، وفي نفس الوقت أيضاً تكون أمّاً لابنتك، هذا أولاً.
وثانياً: -بارك الله فيك- القضية ليس كما تتصور، فأنت تزوجت في المرة الأولى بالطريقة العادية وما عليك في هذه الفترة إلا أن تبحث عن امرأة تتمتع بشيء من العقل والحكمة وتكون من أسرة طبيعية طيبة، بمعنى لا تكون متكبرة ولا تكون مغرورة ولا يكون عندها نوع من الأنفة الزائدة، وإنما تكون امرأة طبيعية من بيئة بسيطة؛ لأنك أنت أحياناً قد تبحث عن امرأة من أسرة راقية ولكنها هي لا تقوم على خدمة نفسها حتى تقوم على خدمة ابنتك، ولكن هناك بيوت للمسلمين – كما تعلم – في كل مكان بيوت صغيرة متواضعة أهلها طيبون يتمتعون بسمعة حسنة إضافة إلى الدين؛ لأن الدين هو الفيصل والأساس، وهو الذي سيجعل هذه المرأة تعامل ابنتك بما يرضي الله تعالى وسيجعلها أيضاً تحفظ عرضك وتحافظ على مالك وتتقي الله فيك وفي ابنتك، ولذلك المسألة لا أكبر ولا أصغر؛ لأنك أنت لست طاعناً في السن، فأمثالك إلى الآن لم يتزوجوا بعد، بل إن سن الزواج عند الرجال الآن فاق الثلاثين، وأصبح أكثر من الثلاثين، أما أنت - ولله الحمد والمنة - مازلت أقل من الثلاثين عاماً، فأنت لا زلت في عنفوان الشباب - ولله الحمد - وتتمناك أي امرأة وأي فتاة؛ ولذلك أقول:

لا يلزم أن يكون لها ولد، كأن تكون مطلقة ولها ولد أو أرملة لها ولد؛ لأن هذه أيضاً لها آثارها السلبية، فعندما يضرب الولد ابنتك أو البنت تضربه ستبدأ مشاكل هناك لا تنتهي، ولكن خذ فتاة من أسرة فقيرة أو متوسطة الحال معروف عنها الأدب وحسن التربية وحسن الأخلاق وتوكل على الله، شريطة أن يكون فيها الدين والخلق.

أما أن تكون أكبر منك سِناً أو أصغر منك سنّاً فهذا كله كلام ليس له أصل، فقد تكون المرأة صغيرة ولكنها في قمة العقل والحكمة، وقد تكون كبيرة ولكنها في قمة الطيش والغرور وعدم القدرة على إدارة نفسها حتى تدير غيرها.

فاستعن بالله عز وجل وادع الله أن يرزقك زوجة صالحة، فإذا عُرضت عليك فتاة أو امرأة فاستخر الله تبارك وتعالى عليها وتوكل على الله، فإذا كان فيها من خير فإن الله سيسرها لك، ولكن عليك بالفتيات اللواتي يوجدن في أسرة بسيطة متواضعة؛ لأنه نظراً لابنتك تحتاج إلى خادمة أكثر منها زوجة ولا مانع أن تكون على قدر من الجمال، وأن تكون من أسرة طيبة شريطة أن تكون صاحبة خلق ودين، ما سوى ذلك لا تشغل بالك به؛ لأن ما ذكرته كله أمر من الممكن أن يتم التغلب عليه من خلال معاملتك الطيبة، وأن تنتبه لابنتك وأن تتابعها دائماً أبداً، وأن توصي هذه المرأة بها خيراً؛ لأنها لطيمة وتحتاج إلى من يقف معها.
أسأل الله - تبارك وتعالى - أن يوفقك لزوجة صالحة، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يوفقك لتربية ابنتك تربية طيبة تسرك في القيامة أن تراها.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تدخلات الأهل في البحث عن زوجة 798 الاثنين 20-07-2020 03:23 صـ
لا أستطيع نسيان مشاعري تجاه من أحببتها، فما توجيهكم لي؟ 882 الأربعاء 15-07-2020 03:54 صـ
أريد خطبة فتاة عائلتها فيها مشاكل، فما توجيهكم؟ 724 الاثنين 06-07-2020 03:11 صـ
أحب فتاة ترغب في خلع الحجاب بعد الزواج، فما رأيكم؟ 901 الأربعاء 01-07-2020 05:16 صـ
أحب فتاة وتحبني وهناك صعوبة في الزواج منها، فما الحل؟ 789 السبت 27-06-2020 09:53 مـ