أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : دوام التفكير وعدم الشعور بالمتعة والراحة.. التشخيص والعلاج

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

دكتور: أنا أعاني من مشكلة وهي أني دائم التفكير وعدم الشعور بالمتعة والراحة، حتى إنني أنهيت دراسة الماجستير في الرياضيات، وأسأل نفسي: لماذا قرأت ولا أجد في نفسي الدافعية لأتقدم بوظيفة؟ علماً أنني أعمل ولدي تجارة ناجحة من فضل الله، ولكن لا أشعر بالراحة، ولا أحب الخروج من المنزل، ولا أنا مقتنع بأي عمل أقوم فيه مثل النجاح في الدراسة أو التجارة، دائماً شعور بالملل والتعب والنسيبان المفاجئ الذي أصابني خاصة للأسماء.
ذهبت إلى طبيب ووصف لي علاج فلوكستين/ انيكستين. ما هو رأيك جزاك الله خيراً؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أخي الكريم -توجد حالة نفسية تسمى باسم الديساميا (أو الاكتئاب المزمن البسيط) هذه الحالة هي نوع من الاكتئاب البسيط أو عسر المزاج المتواصل، والذي من خلاله لا يشعر الإنسان بجماليات الحياة، ولا يشعر أنه مرتاح بالرغم من قناعته أنه لا ينقصه الكثير في الحياة، شخصها علماء النفس بأنها تتبع لحالات الاكتئاب، ولكنه اكتئاب من النوع الخفيف وإن كان يتصف بالاستمرارية بعض الشيء، والدارسات تشير أن من أفضل طرق علاج مثل هذا النوع من الاكتئاب هي محاولة تغيير التفكير أو ما يسمى بالعلاجات السلوكية المعرفية، بمعنى أن يحاول الإنسان أن يرسم خارطة هندسية جديدة فيما يخص تفكيره، ربما يقول البعض إن هذا الأمر من الناحية النظرية ولكنه صعب من الناحية التطبيقية.. وأنا لا أعتقد أنه صعب من الناحية التطبيقية، وبالطبع من الأفضل أن يتم هذا النوع من العلاج -أي العلاج المعرفي السلوكي- تحت إشراف أحد المختصين النفسيين ولكن يمكن للإنسان أن يقدم لنفسه الكثير دون الحاجة إلى معالج وذلك بأن يقوم بتحليل كل أفكاره السلبية ويكتبها في ورقة ويتدارسها ويتأمل فيها ثم بعد ذلك يقوم بكتابة الأفكار المضادة لها أي الأفكار الإيجابية، ويحاول أن يحلل الفكرة الإيجابية ويتأمل فيها بصورة أعمق.

ثم بعد ذلك تدعو نفسك ووجدانك بأن تكون أكثر تعلقاً بالفكرة الإيجابية، وإن شاء الله هذا يساعد على الانتهاء من الفكرة السلبية.

أخي الكريم – أنا أعتقد أن فرصتك كبيرة جداً للتحسن بفضل الله تعالى، فأنت تمتلك الكثير من الإنجازات والإيجابيات في حياتك وأنت رجل قد أنعم عليك بالعلم وقد أنعم عليك بالمال وبالتجارة الناجحة -فأخي - هذه كلها من فضل الله وأنعم الله ولابد أن تستشعر ذلك بعمق وتعيش الحياة بكل جمالها ولابد أن تدير وقتك بصورة إيجابية وبصورة جيدة ربما تكون تعطي معظم وقتك للتجارة أكثر من اللزوم وهذا لا يشعرك بالجمال الحياة بمعنى أن الإنسان حين يركز على شيء ما حتى لو كان هذا الشيء إيجابياً ربما يحس بنوع من الرتابة.

فأخي – لابد أن تعطي للعمل حقه بالطبع ولكن حاول أن تدخل على حياتك برامج تأهيلية جديدة – الترويح عن النفس وممارسة الرياضة والانضمام لأحد حلقات التلاوة هذا كله يا أخي مفيد جداً، وكذلك الطلوع في رحلات والتنزه وصلة الأرحام، ولابد أن تنوع وتكون ضمن برامجك اليومية والأسبوعية هذا إن شاء الله يساعد كثيراً مع ضرورة التأمل الإيجابي كما ذكرت.

بالنسبة للعلاج الدوائي، الدراسات تُشير أن مضادات الاكتئاب بصفة عامة هي مفيدة لمثل هذه الحالات، والدواء الذي وصفه الطبيب وهو الفلوكستين أو ما يعرف بالبرروزاك والانيكستين هي أدوية جيدة وفعالة جداً وعليك أخي الكريم الاستمرار عليه والالتزام بالجرعة وإن شاء الله سوف تجد منها فائدة كبيرة جداً خاصة إذا غيرت من أسلوب حياتك وأن تكون أكثر إيجابية في تفكيرك.

توجد بالطبع أدوية أخرى كثيرة مضادة للاكتئاب وهنالك دواء يعرف باسم إيفكسر ذكرت بعض التقارير أنه ربما يكون من أحسن الأدوية لعلاج حالات الديسامية أو الاكتئاب المزمن البسيط؛ ولكن في هذه المرحلة أرجو أن تستمر على الفلوكستين فهو الدواء الرئيسي المضاد للاكتئاب والأنيكستين يُعتبر علاجاً مدعماً.
أسأل الله لك العافية والصحة وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير! 724 الأحد 16-08-2020 01:41 صـ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1034 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 808 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1541 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ