أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مصدر الوساوس في الإيمان والعقيدة وحكمها وعلاجها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم
سبق لي أن بعثت لكم بأكثر من استشارة بخصوص الأفكار التي تأتي على الإنسان، وللتوضيح فهذه أرقام الاستشارات لتوضيح الوضع لتكون الصورة واضحة أكثر لديكم، وهي: (277567 و280938 و282597).

أنا الآن بين أمرين: الأول: الخوف أن تكون هذه الأمور من نفسي، أما الثاني على أن تكون هذه الأمور من الشيطان الرجيم.

فكيف أعرف أنها من نفسي أو من الشيطان؟ وكيف إن كانت من نفسي هل أحاسب عليها؟ وكيف يتم القضاء عليها؟

وأنا الآن أرى نفسي أنه أصبحت عقيدتي ليس كما أحب، أصبحت مشتت الأفكار بالنسبه لديني، فأنا أريد من نفسي أن تكون واضحة الصورة تماماً بالنسبة للعقيدة.

أما سؤالي لكم فأنا أريد القضاء تماماً على هذه الأمور، وأريد منكم أن تحدثوني عن العقيدة الإسلامية بالشكل الذي يكون لدى الإنسان التصور الواضح لعقيدته، فهذه الأفكار تركت أموراً لا أريد ذكرها خشية الوقوع فيها.

وأريد أيضاً أن توضحوا لي ما المقصد من الحديث الذي معناه (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت فيه أنفسهم مالم يعملوا أو يقولوا).

ملاحظة: كنت أمارس عادة قبل النوم، هي بأني كنت أفكر بكثير من الأمور، منها الحلال ومنها الحرام، وعلمت أن هذا التفكير ممارسة خاطئة فأقلعت عنها، ولكن عند إقلاعي عنها لم أعان من هذه الأمور في وقتها، بل بعد إقلاعي أتت هذه الظنون وهذه الأمور، فهل هذه الأمور منها أم ليس منها؟ وهذا السؤال سألته في أحد استشاراتي لكم، وكانت الإجابة غير واضحة لي.

أخيراً: أريد سؤالكم كيف أرجع وأعدل وأصبح الإنسان المسلم الذي يحبه الله ورسوله بعد هذا العناء الذي أشعر أنه كان كفيلا بإزعاجي لفترة تزيد عن 5 شهور؟

وأنا من ثقتي بكم سألتكم وأسأل الله أن تكون الإجابة الوافية الشافية على أيديكم.

والله الموفق.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا للمرة الثالثة أن نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يذهب عنك هذه الوساوس وتلك الأفكار، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يبصرك بالحق، وأن يعينك على فعل ما يرضيه، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك عندما قلت إنك بين أمرين: الخوف من أن تكون هذه الأمور من نفسك أو أن تكون من الشيطان، وقد سبق أن ذكرتُ لك في الرسالة السابقة كيف تعرف بأنها من نفسك أو من الشيطان، فأريدك أن ترجع إليها لتعرف ذلك.

سؤالك الثاني: كيف إن كانت من نفسي هل أحاسب عليها؟ قطعاً الأمر الذي في النفس، وهذا كما ورد في سؤالك: (إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما حدثت فيه أنفسهم ما لم يعملوا أو يقولوا)، نعم إن هذا لحق، فمادام الأمر في داخل النفس البشرية كائناً ما كان، ما دمت لا أتلفظ به ولم أحوِّله إلى فعل، فإن الله تبارك وتعالى يعفو عنه بفضله ورحمته، فما دام في داخل النفس فإن الله تبارك وتعالى لا يؤاخذ عليه، ولكن المهم عدم الاسترسال في هذ الأمر؛ لأن الاسترسال فيه والتمادي معه، والاستئناس به، وإعطائه مساحة كبيرة من التفكير يحوله إلى عقيدة، وبذلك تخرج المسألة عن كونها حديث نفس إلى كونها معتقدا يؤثر على علاقتك مع الله تبارك وتعالى، وبالتالي يؤثر على علاقتك مع الله في العبادات، فتجد نفسك أنك تصلي بغير رغبة، وتؤدي العبادات بغير قناعة، وبالتالي فقدت كل شيء، ومن هنا أقول:

حتى وإن كان من النفس الأصل أنه عندما يأتيك لابد أن تقطع حبل التفكير الذي دخل عليك، فإذا كنت جالساً فلتقم، وإذا كنت قائماً فلتتحرك، وإذا كنت نائماً فلتجلس وإذا كنت وحدك فلتخرج من غرفتك أو تمشي، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتشغل نفسك بأي منظر خارجي أو تتكلم مع أي شخص حتى تقطع هذا الحبل الرديء - الحبل المظلم - حبل الشيطان الذي يلقيه إلى قلبك ليخرجه من الإيمان أو يخرج الإيمان منه؛ ولذلك أقول: لا تستسلم ولا تسترسل وإنما دائماً كلما بدت الفكرة أمامك في أولها ابترها واقطعها بتغيير وضعك الذي أنت عليه مع الاستعاذة، وبإذن الله تعالى ستعان على ذلك؛ لأن من جدَّ وجد ومن زرع حصد، والله تبارك وتعالى لا يضيع عمل عامل.

قولك: إن عقيدتك أصبحت ليست كما ينبغي قطعاً هذه نتيجة هذه الوساوس التي تدخل عليك في قلبك، ولذلك أنصحك - أخي الكريم - أن تقرأ كتاباً في العقيدة، ككتب الشيخ (عمر الأشقر) في العقيدة كلها كتب طيبة، كذلك هناك كتاب اسمه: (الإيمان حقيقته وأركانه ونواقضه) للدكتور (محمد نعيم ياسين) - وكلاهما من الأردن حفظهما الله تعالى - هذه كتب طيبة، وهناك كتب للسلف تستطيع أن تقرأها ينفعك الله بها، كما أنصحك أيضاً بكتاب: (توحيد الخالق) للشيخ (عبد المجيد الزنداني) - حفظه الله - فإنه سيفيدك كثيراً في تحسين صورة الملِك جل جلاله في داخل نفسك، وبذلك ستستريح من هذا كله - بإذن الله عز وجل - كما ننصحك بمطالعة المواقع التي تتحدث عن الإعجاز كموقع الهيئة العالمية للإعجاز، وموقع موسوعة الإعجاز العلمي، والمواقع الشخصية أيضاً التي تتحدث عن الإعجاز كموقع الدكتور زغلول النجار، وموقع عبدالدائم الكحيل، فستجد في هذه المواقع ما يرفع نسبة إيمانك ويثبت عقيدتك إن شاء الله.

كما ذكرت في ملاحظتك الأخيرة أنك كنت تمارس عادات قبل النوم، وهي بأنك كنت تفكر في كثير من الأمور، منها الحلال والحرام، وعلمت أن هذا التفكير ممارسة خاطئة فأقلعت عنها، ولكن عند إقلاعك عنها لم تعان من هذه الأمور والآن أصبحت تعاني؟

قطعاً كما ذكرتُ لك إن الشيطان - لعنه الله - يعز عليه أن تتخلص من وساوسه وأفكاره؛ ولذلك ما أن تخرج سالماً من هذه المعركة إلا ويواصل الضغط عليك حتى يعيدك إليها، ويحرص دائماً على أن يجعلك تعيش في الزمن الماضي، تعيش أحداث المعاصي، وقد يعطيك الفرصة بأن يسربها لك تسريباً هادئاً حتى تجد نفسك وقد تفاعلت معها بقوة، هذا كله من كيد الشيطان؛ ولذلك أقول لك - ولدي الفارس -: كلما جاءتك هذه الأفكار - كما ذكرت - اقطعها بتغيير وضعك الذي أنت عليه، ولجوئك إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن الله عز وجل لن يدعك فريسة للشيطان مادمت تلجأ إليه وتتقرب إليه وتتوسل إليه وتتضرع إليه وتستغيث به سبحانه جل جلاله.

كونك تسأل عن كيفية الرجوع والعدول وكيف تصبح إنساناً مسلما تحب الله ورسوله بعد هذا العناء الذي تشعر به؟ أقول لك أخي الحبيب: إن الأمر سهل ميسور - بإذن الله تعالى - وهو سهل على من يسره الله عليه، وإذا اتبعت الطريقة التي ذكرتها لك - بإذن الله تعالى - وحاولت أن تقرأ في كتب العقيدة، وكم أتمنى أيضاً أن تضيف إلى هذا البرنامج: الارتباط بالبيئة الصالحة، أبحث لك - ولدي الفارس - عن صحبة صالحة، احضر الدروس والمحاضرات والندوات، حاول أن تستمع للأشرطة الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالإيمانيات، حاول أن تعتكف في المسجد مع جماعة، أو أن تخرج مع جماعة للدعوة إلى الله تعالى، تماماً كطريقة (جماعة الدعوة)أو أي جماعة يتحقق معها الانقطاع والاعتكاف، أخرج معها لأيام تنقطع فيها عن الدنيا، وتُقبل فيها على الآخرة، وأنا واثق بأنك سوف تستعيد لياقتك الإيمانية، وتصبح في حالٍ طيبٍ - بإذن الله تعالى - وستقهر الشيطان وتنحره، وستنتصر عليه نصراً مؤزراً.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد. وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

والله ولي التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1933 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2399 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1601 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ