أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً نوبات الهلع أو الهرع هي في الأصل نوع من القلق النفسي الشديد، ويعرف تماماً أن للقلق النفسي مكون عصبي أو نفسي، ومكون آخر جسدي، ومن الأعراض الجسدية المرتبطة بالقلق، الحساسية، وألم واضطرابات الجهاز الهضمي، وهذا بالطبع يجعل الاعتقاد أن ما تشعر به - السيدة الفاضلة - زوجتك هو المكون الجسدي لنوبات الهرع، وهذا بالطبع يعالج بالاستمرار في نفس الأدوية، مع ممارسة تمارين الاسترخاء، والتمارين الرياضية، ولكن سيكون من الأفضل التأكد مرة أخرى مع طبيب الجهاز الهضمي أنه لا يوجد أي مرض عضوي.

ومن أعراض القولون العصبي المعروفة الشعور بألم البطن، والإكثار من دخول الحمام أو الرغبة في ذلك، ويعرف عن القولون العصبي أنه نفسي المنشأ بدرجة كبيرة، والشخص القلق لديه الاستعداد والقابلية لأمراض الحساسية الأخرى أكثر من غيره، ولا أعتقد أن لذلك علاقة بجهاز المناعة، وسوف يقوم الأخ استشاري الباطنية بإفادتك أكثر في هذا السياق.

وبالله التوفيق.
-----------------------------------------------------------
انتهت استشارة د. محمد عبد العليم ولمزيد من الاستفادة تحولت الاستشارة إلى د.محمد حموده، فأجاب قائلاً:

هناك نظريات عديدة حول علاقة الحساسية للأطعمة والقولون العصبي، وكما تعلم فإن القولون العصبي مرض غير عضوي، وإنما وظيفي وله علاقة بالتوتر والقلق النفسي، وهو يصيب الكثيرين من الناس، ويقدر عدد المصابين به بـ20% ، إلا أن الكثيرين تكون أعراضهم خفيفة لا يراجعون بها الطبيب، إلا أن البعض كما هو عند زوجتك يكون شديداً.

أما علاقة الحساسية بالقولون العصبي ففي دراسة أجريت على هؤلاء المرضى وجد أن 65% يمكن أن يكون السبب حساسية أو تحسساً أو عدم تحمل لأنواع معينة من الأطعمة مثل الحليب والسمك، وأحياناً سكر الفواكه الفركتوز أو أطعمة أخرى.

وقد يكون هذا هو السبب عند زوجتك، فقد يكون هناك أنواع معينة من الأطعمة أو الأشياء التي تضاف للأطعمة أو الأشربة تسبب لها حساسية وبما أن الجهاز الهضمي هو أول من يقابل هذه الأطعمة فإن الأعراض الهضمية تظهر بآلام في البطن وأعراض أخرى، ثم يمتصها الجسم فيحصل الحساسية المتعممة في الجسم من الجلد والصدر، وتحصل عندها حالة الهلع هذه نتيجة لكل هذه الأعراض المتتابعة، ومن ثم بعد أن تتخلص من هذه الأطعمة عن طريق التغوط ويتخلص الجسم من حالة الحساسية الحادة المتعممة فإن الحالة تهدأ.

عليها عمل جدول عن كل الأطعمة والأشربة التي تتناولها في اليوم الذي يحصل فيها هذه الأعراض، ثم بعد فترة مراعات هذه الأطعمة لمعرفة أي من هذه الأطعمة أو الأشربة موجود في كل مرة تظهر فيها الأعراض فتتجنبها تماماً، وتراقب نفسها مرة أخرى ولعدة أيام أخرى فإن لم تظهر الأعراض تعرف أن السبب هو تلك المادة وللتأكد مائة بالمائة تعود وتتناول المادة التي تبين لها أنها السبب فإن عادت الأعراض تبين بدون شك أن هذه هي المادة المسببة للأعراض. عليها مراجعة طبيب الحساسية والذي قد يجري لها اختبارات حساسية الأطعمة، وقد يستطيع إزالة التحسس إن أمكن.

والله الموفق.