(15) - من المناهي اللفظية - بكر بن عبد الله أبو زيد
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
· "راعنا"قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} [ سورة البقرة : من الآية 104]
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة -مع قصدهم بها الخير- لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبه باليهود في أقوالهم وخطابهم، فإنهم كانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويقصدون بها السب ويقصدون فاعلًا من الرعونة، فنهى المسلمين عن قولها؛ سدًا لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذريعة إلى أن يقولهم اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم، تشبهًا بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون." اهـ.
· "رجال الدِّين"
الدين في الفكر الغربي بشتى مذاهبه ودياناته يعني: (العبادة المصحوبة بالرهبة أو الوحشة).
ومعنى هذا أن رجل الدين لا يصلح لفهم أمور المعاش بسبب انقطاعه عن محبة الناس، وليس كذلك في مفهوم الإسلام الذي لا يعترف بأن هناك رجل دين له نفوذ واختصاص، فكل مسلم رجل دين ودنيا.
فالدين في المفهوم الإسلامي هو: (ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ينظم صلة العبد مع ربه ومع عباده على اختلاف طبقاتهم، وينظم أُمور معاشه وسلوكه، من غير وجود وساطة بشرية.)
ولهذا فلا تجد في المعاجم الإسلامية ما يسمى برجال الدين، وإنما تسربت بواسطة المذاهب المادية وخاصة: العلمانية .
· "طه"
تسمية المولود بأسماء سور القرآن، وفواتح السور
مثل "طه": وهي آية شريفة من آيات القرآن العظيم، وبها افتتح الله سبحانه هذه السورة، وسميت بذلك.
وأما تسمية النبي صلى الله عليه وسلم به فلا أصل له.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومما يمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسورة مثل: طه، ويس، وحم، وقد نصَّ مالك على كراهة التسمية بـ "يس" ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوام: أنَّ: يس، وطه، من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح، ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والر، ونحوها"، انتهى.