موقف المسلم عند الفتن
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين
و بـــعـــد ...
ينبغي على المسلم في أوقات الفتن أن لا يندفع إليها ولا يشارك فيها بقول ولا فعل؛ وإنما يسأل الله عز وجل أن يعصمه منها ويثبته على الدين ، وبهذا يكون قد أبرأ ذمته أمام الله تعالى.
و ليكن كالصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عندما جاءه فئام من الناس يريدون منه أن يشارك في تلك الفتنة التي وقعت بين الصحابة - رضي الله عنهم - فرد عليهم قائلاً :
"لا أُقاتِل حتى تأتوني بسيفٍ له عينان ولسان وشفتان ، يعرف المؤمن من الكافر ، إن ضربتُ به مسلماً نبأ عنه، وإن ضربتُ به كافراً قتله" (رواه الحاكم في مستدركه ٤ / ٤٩١)، وقال : "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" .
و في الأثر لما قاتل مروان بن الحكم الضحاك بن قيس؛ أرسل مروان إلى الصحابي الجليل أيمن بن خُريم الأسدي - رضي الله عنه - يطلب منه أن يقاتل معه ويقف في صفه، فرد عليه أيمن قائلاً:
(إن أبي وعمي شَهِدا بدراً فَعَهِدا إليَّ أن لا أقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله ، فإن جئتني ببراءةٍ من النار قاتلتُ معك) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٢ / ٢٤٥ .
وللإستزاده عن هذا الموضوع أحيلك أيها القارئ الكريم إلى كتاب نافع وماتع بعنوان:
( من سِيَر علماء السلف عند الفتن ..
مُطَرِّف بن عبدالله الشِّخِّير نموذجاً )
تأليف فضيلة الشيخ الدكتور : علي بن عبدالله الصيَّاح ،
فإنه كتاب مفيد يوضح لك منهج سلفك الصالح - رحمهم الله - في أوقات الفتن والمحن التي تنزل على الأمة بالأخص منهج التابعي الجليل مُطَرِّف - رحمه الله - وكيف كان منهجه عندما وقعت فتنة ابن الأشعث التي قُتِل فيها خلقٌ كثير .
عصمنا الله وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وثبتنا وإياك على الحق المبين والصراط المستقيم .
و الحمد لله رب العالمين ،،،
_____________________________________
بقلم: نادرعبدالعظيم سيد فقير