أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أسباب الصرع الناشئ عن زيادة الشحنات الكهربائية والموقف الطبي من علاجه بالإبانيوتين

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ عمره 20 سنة مصاب بمتلازمة داون، وفي إحدى المرات أصابته رعشة كأنها تشنج، وهي لم تستغرق سوى بضع لحظات، وأصيب بها تقريباً مرة واحدة فقط، ويعاني من دوار مستمر في رأسه، وبعد عمل الأشعة والفحوصات تبين أن لديه شحنات كهربائية زائدة في الدماغ.

لقد تأثرنا كثيراً وخفنا أكثر وخاصة بعد قراءتنا للنشرة المرفقة مع الدواء الذي وصفه الدكتور له، وهو Epanutin - phenytoin sodium - 100 mg، ونعرف أحد الأطفال من تأثير علاج الشحنات الكهربائية أصبح لديه صعوبة في النطق وفرط حركة وأثرت على استيعابه، فأخشى أن يصاب أخي بما أصيب به هذا القريب.

أرجوكم ساعدونا وطمئنونا، فحتى الآن لم نجعله يستعمل الدواء؛ فهل لهذا الدواء أي مضاعفات؟ مع العلم بأن الطبيب طلب من أخي أن يأخذ 3 أقراص من الدواء قبل النوم، وما سبب هذه الشحنات الكهربائية؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الفجر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الشحنات الكهربائية الزائدة التي تؤدي إلى تشنجات، والتي بالطبع هي تعرف باسم الصرع، ربما البعض لا يفضل هذا المسمى، ولكنه هو المسمى الصحيح، وهي مرض شائع، فحوالي خمسة في كل مائتي شخص ربما يصابون بهذه الحالات، وحالة الصرع بصفة عامة قد تكون معروفة الأسباب، وفي معظم الحالات هي غير معروفة الأسباب، ربما تكون موجودة لدى بعض الأسر، لا نقول: إنها وراثة مباشرة، ولكن ربما يكون هنالك نوع من الاستعداد لها، وفي بعض الناس قد تتسبب الحميات الشديدة في الصغر في تكوين هذه البؤرة، وفي بعضهم الإصابات الدماغية، وبصفة عامة توجد بعض الميول للأطفال الذين يعانون من متلازمة داون لتكوين هذه البؤرات الصرعية والتي هي ناتجة من تغير في الشحنات والتذبذب الكهربائي بالمخ.

أخي الكريم! البشرى التي أود أن أزفها لك هي أن الصرع يمكن علاجه بنسبة (85) إلى (90%)، والحمد لله ما دامت الصورة الدماغية سليمة بالنسبة لهذا الابن حفظه الله، فهذا أيضاً مشجع جداً، وتوجد عدة أنواع من الأدوية، توجد أدوية كثيرة جداً، يعتبر الفنتوين أو ما يسمى بالإبانيوتن من الأدوية الجيدة جداً لعلاج الصرع ولكنه من الأدوية القديمة، فهو دواء يتحكم في الصرع بصفة جيدة وممتازة، ولكنه الآن لا يوصف كثيراً، وذلك نسبة لبعض آثاره الجانبية كما أنه ربما لا يساعد كثيراً في التركيز، ولذا هنالك أدوية أخرى ربما تكون ِأفضل، منها التجراتول، ومنها الدباكين، وهنالك اللامكتال، هذه الأدوية الأخيرة ربما تكون مكلفة بعض الشيء، ولكنها جيدة.
وأرجع وأقول: إنه بالنسبة لإبانيوتين من ناحية الفعالية لا يقل مطلقاً عن هذه الأدوية، وحتى بالنسبة لآثاره الجانبية هي ليست آثاراً خطيرة كما قرأت في النشرة، هذه النشرات يكتب فيها كل شيء لأن الشركات تريد أن تحمي نفسها الحماية القانونية، حتى لو حدث التفاعل لواحد في كل مليون شخص يتناول الدواء لابد أن يذكر ذلك، وإذا قرأت عن البنادول وهو دواء شائع الاستعمال أيضاً ربما لا تستعمله، إذا قرأت في نشرته التفصيلية بدقة وما يمكن أن يعمله بالنسبة للكبد ربما لا تتناوله!
فأخي! أرجو ألا تنزعج لما يكتب في هذه النشرات ما دام الدواء قام بوصفه الطبيب، فهو يدرك تماماً ويعرف ذلك، ويستطيع أن يوازن بين مصلحة المريض والآثار الجانبية للدواء، وهذا الدواء من الأدوية المجربة جداً، فلا بأس إذا كانت الإمكانات المالية لا تسمح بالانتقال للأدوية الأخرى؛ لأن الفنتوين أو الإبانيوتين يعتبر من الأدوية الرخيصة جداً، فلا مانع من الاستمرار عليه، ومدة العلاج هي سنتين إلى ثلاث، بعد ذلك يتدرج الطبيب في إيقاف الدواء إذا لم تحدث تشنجات خلال فترة العلاج.

إذن أخي الكريم! أرجو أن يكون هذا الابن حفظه الله تحت إشراف الطبيب المعالج، وهو بالطبع سوف يقوم بتقديم الرعاية الطبية السليمة له. وأسأل الله له التوفيق والشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...