أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية التخلص من مخاوف ما قبل الزواج دوائياً وسلوكياً

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تمت خطبتي في شهر 12 وتقرر أن يكون حفل الزفاف بمنتصف شهر 1 لكن خطيبي انتابته المخاوف من الزواج منذ الأسبوع الأول للخطبة، حيث أصيب بأوجاع في معدته استمرت أسبوعين، ومن ثم تحسن الوضع، وعندما بدأنا بالإجراءات الخاصة بحفل الزفاف أصابه التردد والخوف مرة أخرى، وانتابته أوجاع المعدة والاستفراغ والآن هو كذلك، ولا يريد الزواج مطلقاً، فهل هذه الأعراض طبيعية؟ وكيف نتعامل معها أنا وهو؟

علماً بأن خطيبي عمره 35 سنة، ولم يسبق له الزواج، وأيضاً هو خجول وليس له أخوات.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة هذه الأعراض الذي أشرت إليها بالنسبة لخطيبك هو نوع من المخاوف، والمخاوف لا تعني أبداً أن الإنسان من النوع الضعيف (الجبان) أو لا يستطيع الإقدام في المواقف التي تتطلب الإقدام والتحفز والإنجاز، هي حقيقة نوع من السلوك المكتسب، وهنالك رابط واضح جدّاً في حالة هذا الأخ، وهي أن الخطوبة في حد ذاتها تضخمت وتجسمت في كيانه وأصبح ينظر إليها كحدث فريد، وهذا جعله يتخوف من أمر الزواج والزفاف، وأعتقد أنه يفكر في هذا الموضوع بصورة سلبية أكثر مما يجب، وهذه الأعراض الجسدية التي ظهرت كأوجاع المعدة في الاستفراغ؛ نراها في مثل هذه الحالات وهي منتشرة وشائعة جدّاً وسط الأطفال الذين لا يودون الذهاب إلى المدرسة، فتجدهم في يوم المدرسة في الصباح يعانون من هذه الأعراض الاستفراغ وآلام المعدة، وتجدهم في يوم الإجازة لا يعانون من أي شيء وهم في كمال الصحة.

ومما يؤسف أن أهلهم وذويهم يأخذونهم إلى الأطباء هنا وهناك، والأمر يكون أمراً نفسيّاً، ومعظم هؤلاء الأطفال ينتمون إلى أسر ممتازة وفعّالة، كما أن هؤلاء الأطفال مثاليون جدّاً في سلوكهم وتحصيلهم الدراسي.

رأيت أن أذكر ذلك بالطبع لا أقول أن خطيبك مطلقاً يتصرف كالأطفال، ولكن وددت أن أقرن لك ما بين الآثار النفسية والأعراض الجسدية، ونفس الحالة نراها في الكبار أيضاً في مواقف معينة مثلاً عند الذهاب إلى الامتحان، أو ركوب الطائرات أيضاً تحدث مثل هذه الحالات.

الشيء الذي أود أن أقوله: هو أنه لابد أن يتفهم هذا الأخ أن أمر الزواج أمر طيب، وأنه حدث يحدث لملايين الناس يجب ألا ينظر للأمر بخصوصية شديدة، أي يعتبره أمر يمر به هو كما يحدث للآخرين؛ لأن الشعور بالخصوصية يزيد في كثير من الحالات من الهموم والتوتر والقلق الداخلي، هذا هو المبدأ الأساسي.

والمبدأ الثاني: أرى أن هذا الأخ لابد أن يتناول بعض الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف وفقدان القدرة على التواؤم، فهنالك علاج يعرف باسم زاناكس، وهذا الدواء دواء طيب وفعّال ويزيل مثل هذه الحالات وإن كنا لا نوصي به لفترة طويلة حيث أنه ربما يسبب نوعا من الإدمان أو التعود.

الذي أرجوه هو أن يتناول هذا الأخ حبة واحدة من الزناكس من فئة ربع مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، في نفس الوقت – أي حين يبدأ في تناول الزناكس – يبدأ في تناول علاج آخر يعرف باسم سبراليكس، وهو من الأدوية الفعّالة والممتازة جدّاً لعلاج مثل هذه الحالات وهو العلاج الأساسي بالنسبة لهذا الخاطب، أما الزناكس فهو علاج مساعد فقط ولمدة محدودة.

فعليه أن يبدأ بالسبراليكس بجرعة 5 مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أربعة أيام، ثم بعد ذلك يستمر على الجرعة العلاجية وهي حبة كاملة (10 مليجرام) ليلاً، وأفضل أن يتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يخفض الجرعة إلى 5 مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم يتوقف عن الدواء.

إذن هذا الأخ فقط محتاج لأن ينظر للأمر بإيجابية أكثر وألا يؤجل الأمر كفترة طويلة ويتناول الدواء والعلاج الذي وصفته له، وأنا على ثقة كاملة بأن الأمور سوف ترجع إلى نصابها تماماً، وحقيقة هذا الأخ يتطلب منك بالطبع المساندة، والتجربة بالنسبة له تعتبر تجربة جديدة وإن كانت شائعة، ولكن بالطبع هو ينظر لها نظرة فريدة وبخصوصية شديدة وهذا هو الذي جعله يمر بهذه التجربة النفسية التي هي في نظري مؤقتة بإذن الله تعالى.

أسأل الله له الشفاء وأن يرفع عنه هذا الذي حدث له وأن يتم الزواج وأن يجمع الله بينكما على خير.

وبالله التوفيق.
------------------------------------
اقتراح:
يمكن أن يضاف إلى ما ذكره الدكتور استعمال الرقية الشرعية فالقرآن الكريم شفاء للأرواح والأبدان.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
قلق وخوف مستمر، وأعاني من الضيق من العمل .. ساعدوني 3369 الأربعاء 01-04-2020 05:43 صـ